innovation عناوين المنشور: طرق مثبتة علمياً للتغلب على مشكلة التأجيل والتسويف – مراجعة كتاب: المتداول المنضبط – الأموال الساخنة .. ما هي وكيف تؤثر على الاقتصاد – مراجعة كتاب: ستة أوجه للعولمة – ما هو التأثير الخفي لأقوى شركة استشارية في العالم – كيف ساهمت الأزمة الاقتصاديَّة في اندلاع الحرب العالمية الثانية – دورة الازدهار والكساد: لماذا يصعُب توقع النمو الاقتصادي – التكلفة الغارقة .. كيف يبكي بعض المستثمرين على اللبن المسكوب – كتاب العودة إلى الوطن: كيف أدارت أمريكا مرحلة ما بعد العولمة الاقتصادية – ما الزراعة التجديدية وكيف تساهم في الحفاظ على البيئة – كتبٍ في الاقتصاد يمكنُكَ قراءتها هذا العام – إدارة الوقت .. كيف يمكنُكَ إدارة وقتك بفاعلية لإنجاز المهام
طرق مثبتة علمياً للتغلب على مشكلة التأجيل والتسويف
يعاني معظم الأشخاص من مشكلة التسويف، وعادة ما يؤجلون إجراء المهام المطلوبة منهم للحظة الأخيرة، ولا يجعلهم ذلك يشعرون بالضغط أو التوتر فحسب، وإنما يؤثر أيضاً على جودة العمل والحياة بشكل عام، مما يجعل المماطلة مشكلة تستحق الدراسة.
وأجرى علماء النفس بالفعل العديد من الدراسات حول مشكلة التسويف، ونستعرض في هذا التقرير 5 طرق مثبتة علمياً للتغلب على هذه المشكلة.
طرق مثبتة علمياً للتغلب على مشكلة التأجيل والتسويف |
||
الطريقة |
الشرح |
|
1- البدء |
– البدء في إجراء أو تنفيذ أي شيء أمر صعب، لكن بمجرد البدء سيبدأ العقل في حث الشخص على مواصلة العمل، ويرجع ذلك إلى ما يسمى بتأثير زيجارنيك، والذي ينص على أن الناس يميلون إلى تذكر المهام غير المكتملة أكثر من المهام المكتملة. |
|
2- تقسيم المهام الكبيرة إلى مهام صغيرة |
– يؤجل كثيرون خطوة البدء في إجراء المهام عادة بسبب كونها كبيرة، ومن ثم فإن تقسيم المهام الكبيرة إلى مهام أصغر يمكن أن يقلل من خوف الأشخاص من البدء. |
|
3- كن لطيفاً مع نفسك |
– يظن كثيرون أن التغلب على مشكلة التسويف يتطلب أن يكونوا حازمين مع أنفسهم، إلا أن علماء النفس يشيرون إلى أن من المرجح أن يبدأ الأشخاص المماطلون في تنفيذ المهام في الوقت المناسب، إذا أظهروا بعض التعاطف تجاه أنفسهم، بدلاً من لوم أنفسهم على مماطلتهم السابقة. |
|
4- إيجاد سبب مهم للقيام بالمهمة |
– من الأسهل كثيراً بالنسبة للأشخاص أن يفعلوا شيئاً يقدرونه، لكن نادراً ما يربط الأشخاص بين هذه الحقيقة البسيطة وبين جهودهم للتغلب على مشكلة التسويف. – يمكن لأي شخص يعاني من مشكلة التسويف، أن يفكر بعمق لبضع دقائق في سبب رغبته في القيام بمهمة ما، فإيجاد سبب وراء القيام بأي مهمة يجعل الأشخاص أكثر حماساً للبدء في تنفيذها. |
|
5- كن واعياً |
– الكمالية والخوف من الفشل من أهم الأسباب وراء التسويف، ومن أجل التغلب على ذلك يقترح علماء النفس على الأشخاص أن يبدأوا في الاستماع إلى ما يدور داخل أنفسهم، ويلاحظوا الجمل التي تجعلهم يؤجلون العمل مثل أريد أن يكون ذلك مثالياً تماماً. – ينصح علماء النفس الأشخاص بهز رأسهم عندما يفكرون في مثل هذه الأفكار السلبية، ورغم أن الأمر يبدو طفولياً، إلا أنه وفقاً لدراسة يمكن أن يساعد الأشخاص الذين يعانون من عدم اليقين. |
مراجعة كتاب: المتداول المنضبط
يُعتبر الانضباط الذاتي أحد أهم السمات المميزة للمتداول الناجح في سوق التداول، ولكن لسوء الحظ يفتقد كثير منا لهذه الفضيلة الهامة.
وهنا يتحدث كتاب المتداول المنضبط لــمارك دوجلاس عن الانضباط في التداول وما هي المزايا التي ستجنيها من الالتزام به، وكيفية تحقيق الأهداف التي تصبو إليها دون مواجهة ضغوط نفسية.
يُعد هذا الكتاب من أهم الكتب في علم النفس التجاري. ووفقًا للمؤلف، فإن الأمر يتطلب 80% من علم النفس و20% منهجية لتحقيق النجاح في أسواق التداول، رغم أن معظم المتداولين المبتدئين يركزون أكثر على الجزء المتعلق بالمنهجية ويهملون جانب علم النفس والانضباط.
يشرح المؤلف كيف خسر هو شخصيًا الكثير من المال في التداول لنفسه، لكنه احتفظ بوظيفته في شركة خدمات تمويلية عالمية ميريل لينش (Merrill Lynch) كمتداول للآخرين ومن الواضح أنه لم يخبر أي شخص أنه أعلن إفلاسه الشخصي.
الخوف من الخسارة يقتل التركيز على الفرص
– من المعروف أن أولئك الذين يخشون الخسارة، يخسرون أكثر. إذ إن الثقة في اتخاذ القرارات تقلل من الخوف.
– لذا يُنصح باختيار إستراتيجية مناسبة ووضع القواعد التي يمكن أن تساعد كثيرًا على اكتساب الثقة وبالتالي التخلص من الخوف.
– كذلك يتطلب الأمر ثباتًا انفعاليًا لمواصلة تحمل خسائر صغيرة إذا جاءت بطريقة متتالية. هذا هو الانضباط التجاري.
– ولا بد أن يتعلم المتداول المبتدئ التخلي عن السيطرة، وتقبل حالة عدم اليقين وعدم التأثر بالعواطف في اتخاذ القرارات. بيد أن الأمر ليس سهلًا ويتطلب وقتًا في عملية متسقة لإتقان هذا الأمر.
علاج الخوف
– عادة ما يكون التداول الذي تشوبه حالة الخوف غير مربح بسبب سلوك المتداول، في حين أن السوق لا علاقة له به.
– يخلق المتداول حالة ذهنية تسيطر على تفكيره، والذي يمكن التغلب عليه من خلال إدارة الأموال (الصفقات الأصغر) وزيادة الثقة في الإستراتيجية (التجربة).
السوق دائمًا على حق
– لا يمكن لأي شخص آخر غير المتداول أن يكون مسؤولاً عن التجارة. السوق هو مجرد مكان بسيط لشراء وبيع الأوراق المالية، حيث تتدفق الأسعار بلا حدود.
– بيد أن قلة من المتداولين المستقلين يفهمون حقيقية الأمر وأن صنع القرار يعتمد عليهم فقط، والبعض الآخر يتماشى مع عقلية القطيع، ويبحث عما يفعله الآخرون، إذا فازوا، يمكنهم مدح أنفسهم وعندما يخسرون، يمكنهم إلقاء اللوم على السوق أو الآخرين.
التداول في الأسواق أمر شخصي
– كل شخص يخلق الصورة التي يرى بها السوق، وبالتالي فإن كل شخص يخلق تجربته الشخصية في السوق.
– لهذا السبب يحتاج المتداول إلى أدواته وإستراتيجياته الخاصة، بينما اتباع خطة شخص آخر لن يؤدي إلى حلها.
– لذا، حتى لو كنا نتداول جميعًا في نفس السوق، فإن نهجنا الشخصي ووجهات نظرنا هو ما يجعل التداول ناجحًا، وليس السوق نفسه.
خلاصة القول
– يعلمنا الكتاب كيفية تدريب عقل الفرد ليصبح متداولًا منضبطًا ليحظى برحلة ممتعة ومربحة في الأسواق المالية. ويمكن أن تساعد قراءة الكتاب في التذكير بحكمة مارك دوجلاس وما يميز المتداولين الناجحين عن المقامرين.
الأموال الساخنة .. ما هي وكيف تؤثر على الاقتصاد
يشير مصطلح الأموال الساخنة إلى استراتيجية الاستثمار حيث يقوم المستثمرون بنقل رؤوس أموالهم من بلد (أو مؤسسات مالية) إلى دولة أخرى من أجل الاستفادة من الحركة الإيجابية في أسعار الفائدة.
يأتي الاسم من حقيقة المرونة التي يتمتع بها المستثمرون في نقل أموالهم بيسر وسهولة. إلى جانب خلق سيولة قصيرة الأجل للبلد المتلقي، يمكن أن تؤثر الأموال الساخنة أيضًا على تدفق رأس المال في الدولة وسعر صرف العملة.
عادةً ما يتم استثمار هذه الأموال في الأصول التي من المتوقع أن ترتفع على المدى القريب أو يتم إيداعها في حسابات تقدم معدل فائدة حقيقياً أفضل.
بيد أن هذه الاستثمارات غالبًا ما تكون عالية المخاطر وقصيرة الأجل بطبيعتها مع القدرة على توليد مدفوعات كبيرة. تشمل بعض الطرق الأكثر شيوعًا للأموال الساخنة الأسهم والودائع والسندات والسلع والعملات والمشتقات.
ما آلية عمل الأموال الساخنة
– في الأغلب الأعم، تجذب المؤسسات المالية الاستثمارات من مستثمري الأموال الساخنة عن طريق إصدار أدوات الاستثمار المختلفة (مثل شهادات الإيداع) التي تقدم معدلات فائدة تنافسية.
– على سبيل المثال، عندما يقوم البنك بتخفيض سعر الفائدة الخاص به بحيث يقدم سعرًا أقل من البنوك الأخرى، فإن مستثمري الأموال الساخنة يسحبون أموالهم على الفور من البنك بسعر أقل ويودعون الأموال في أي بنك يقدم سعرًا أعلى.
أمثلة على الأموال الساخنة
– شهد عام 2011 تدفقًا كبيرًا للأموال الساخنة من منطقة اليورو إلى سويسرا. حدث هذا بسبب أزمة منطقة اليورو في ذلك الوقت.
– نظرًا لأن المستثمرين الأوروبيين اعتبروا سويسرا ملاذًا آمنًا، فقد كان هناك ارتفاع سريع في قيمة الفرنك السويسري حيث كان هناك إقبال كبير من عدد كبير من المستثمرين على شراء الفرنك السويسري.
– اقتصاد الصين هو أحد الأمثلة الرئيسية للأموال الساخنة. خلال الفترة من 2006 إلى 2014، زاد احتياطي العملات الأجنبية في الصين عدة مرات ليصل إلى رصيد قدره 4 تريليونات دولار.
– ساد الاعتقاد أن جزءًا كبيرًا من الاحتياطي الأجنبي جاء في شكل أموال ساخنة حيث تم جذب المستثمرين من خلال الأسهم ذات العوائد المرتفعة والسندات ذات معدلات الفائدة المربحة.
أنواع النقود الساخنة
– هناك اختلاف طفيف بين الأشكال المختلفة للأموال الساخنة، حيث إنها تظهر جميعها نفس الخصائص؛ وهي الاستثمار قصير الأجل والحركة المتكررة.
ومع ذلك، يمكن تصنيفها إلى نوعينِ رئيسيينِ على أساس شكل الاستثمار:
– قرض قصير الأجل في بنك أجنبي.
– محفظة استثمارية قصيرة الأجل في بلد أجنبي.
استخدامات الأموال الساخنة
فيما يلي بعض الاستخدامات الرئيسية للمال الساخن:
– يستخدم المستثمرون هذه الاستراتيجية لكسب أكبر قدر ممكن من المال في فترة زمنية قصيرة إلى حد ما.
– تجذب البلدان مستثمري الأموال الساخنة لزيادة السيولة واحتياطي العملات الأجنبية.
– تستخدم البنوك تدفق الأموال الساخن للتحكم في التقلبات في سعر صرف العملات.
تأثير الأموال الساخنة على الاقتصاد
الاقتصاد المستفيد (Beneficiary Economy)
– قد يؤدي التدفق الكبير لرأس المال على المدى القصير إلى ارتفاع أسعار الأصول إلى جانب زيادة التضخم. يمكن أن يؤدي هذا التدفق أيضًا إلى تضخيم القاعدة النقدية مما يؤدي إلى طفرة ائتمانية.
– أيضًا قد يؤدي هذا التدفق إلى ارتفاع سعر صرف العملة. إذا استمر هذا الأمر، فقد يؤثر سلبًا على أعمال التصدير في الدولة حيث ستصبح سلعها وخدماتها أكثر تكلفة من المنتجات المماثلة من البلدان الأخرى.
اقتصاد المانح (Benefactor Economy)
– من المؤكد في هذا النوع من الاقتصاد أن التدفق المفاجئ للأموال الساخنة سيؤدي إلى انكماش أسعار الأصول وانخفاض قيمة العملة.
إذاً ما هي مزايا وعيوب الأموال الساخنة
المزايا الرئيسية للأموال الساخنة:
– يمكن لمستثمري الأموال الساخنة تحقيق مكاسب كبيرة من خلال استخدام الأموال بطريقة استراتيجية. – يمكن للبلدان المتقدمة استخدام تدفق رأس المال لتحقيق تنويع أفضل للمستثمرين الدوليين في محافظهم.
السلبيات الرئيسية للأموال الساخنة:
– بطبيعة الحال، فإن مستثمري الأموال الساخنة هم أول من يتخلى عن الشركة في أوقات الشدائد، مما قد يزيد من حدة أزمة السيولة. – قد يكون لمثل هذا التدفق المفاجئ لرأس المال مع أفق استثمار أقصر تأثير سلبي على الاقتصاد، مثل التوسع النقدي السريع، واتساع عجز الحساب الجاري والضغوط التضخمية.
مراجعة كتاب: ستة أوجه للعولمة
ما هو التأثير الخَفِي لأقوى شركة استشارية في العالم
في كتابهما الجديد عندما تأتي ماكنزي إلى المدينة: التأثير الخَفِي لأقوى شركة استشارية في العالم، قام الصحفيان الاستقصائيان والت بوجدانيتش ومايكل فورسايث بتحطيم الصورة المضيئة لشركة ماكنزي والتي لطالما كانت معروفة بأنها عملاق الاستشارات. تلك الشركة التي وصفها مركز Vault للأبحاث بأن شهرتها طبقت الآفاق؛ مع وجود أكثر من 30 ألف موظف موزعين على عشرات المكاتب في جميع أنحاء العالم، حيث تخدم ماكنزي 90 من أكبر 100 شركة في العالم بالإضافة إلى مجموعة من الحكومات والمؤسسات البارزة. ولا تكتفي ماكنزي بتحقيق ما يربو على 10 مليارات دولار من العائدات السنوية؛ بل تصور الشركة نفسها على أنها منظمة تحركها القيم وأنها مكرسة لإحداث تغيير إيجابي ودائم في العالم، وتمجد مبادراتها البيئية والاجتماعية.
– يُظهر كتاب بوجدانيتش وفورسيث صورة مغايرة تمامًا. حيث يكشف المؤلفان عن ممارسات الشركة المشبوهة مع شركات الوقود الأحفوري وصانعي السجائر وموزعي المواد الأفيونية والأنظمة الاستبدادية. – في عمل بارع للصحافة الاستقصائية، اخترق بوجدانيتش وفورساث ثقافة السرية لماكنزي؛ وهي عملية يصفونها بأنها شبيهة بمطاردة الظلال؛ للكشف عن تضارب المصالح والفساد والنفاق والأخطاء الإستراتيجية التي تُعد بمثابة لائحة اتهام للمدعي العام. – وإلى جانب الخطايا العديدة التي كشفها المؤلفان، تم كشف النقاب عن مجموعة من أخطر الممارسات المشبوهة؛ حيث تورطت الشركة في مهام مشبوهة لعملائها، ومساعدتهم على التحايل على اللوائح، والتهرب من المسؤولية عن الأضرار السامة والمخالفات الجنائية، وتجنّب دفع نصيبهم العادل من الضرائب. – بيد أن النفاق هو أكثر السمات المقيتة التي يبرزها الكتاب. على سبيل المثال، أثناء الترويج لمبادرات الحد من الكربون كان لدى ماكنزي قائمة من العملاء تضمنت على الأقل 43 ملوثًا رئيسيًا للكربون منذ عام 2010. – كما قدمت المشورة للحكومات الصينية والروسية في الوقت الذي انضمت فيه إلى الميثاق العالمي للأمم المتحدة لدعم جهود مكافحة الفساد وحقوق الإنسان. – كان السلوك الأكثر إثارة للصدمة الذي تم سرده في الكتاب يتعلق بدور ماكنزي في أزمة المواد الأفيونية. كتب المؤلفان أنه لتسوية التحقيقات الحكومية في دورها في مساعدة شركة بوردو فارما على زيادة مبيعات المواد الأفيونية عندما كان الآلاف من الناس يموتون من الجرعات الزائدة، وافقت الشركة على دفع أكثر من 600 مليون دولار حتى بالرغم من نفيها ارتكاب أي مخالفات. – ولكن على الرغم من سلسلة الحوادث المؤسفة في الكتاب، بخلاف مشكلة المواد الأفيونية وفضيحة فساد في جنوب إفريقيا، نادرًا ما يُحاسب الأب الروحي للاستشارات الإدارية على أفعاله السيئة. – إن حقيقة عدم علم المنظمين أو الجمهور أو معظم موظفي ماكنزي بهذه الأحداث الدنيئة إلى أن تسلط وسائل الإعلام الضوء عليها هي شهادة على براعة المؤلفين كمراسلين استقصائيين. – الأمر الوحيد المفقود في هذا الكتاب الرائع هو السياق. والتأكد مما إذا كانت هذه التجاوزات تمثل جزءًا صغيرًا من أعمال ماكنزي أم دورًا مركزيًا وممنهجًا في عملياتها. – ومع ذلك، فإن قلة من الناس يطالبون بإحداث تغييرات جوهرية في هذه المهن. ما يجعل إصلاح الثقافة في هذه الشركات أمرًا صعبًا هو أنه بخلاف أولئك الذين يخالفون القانون أو يتورطون في فضيحة كبرى، دفع عدد قليل من الناس ثمنًا اجتماعيًا أو مهنيًا أو نقديًا لعملهم في مشاريع مشكوك فيها. – في حالة ماكنزي، فقد عدد قليل فقط من الأشخاص وظائفهم بسبب الأحداث التي تم توثيقها في هذا الكتاب. ولكن نادرًا ما عانى أعضاؤها من الإضرار بسمعتهم بسبب انتمائهم إلى الشركة. – بغض النظر عن مقدار الأعمال الخيرية وغيره من البرامج الجديرة بالثناء التي قد تقوم بها ماكنزي وغيرها من شركات الخدمات المهنية الرائدة – فإن جزءًا من دخلها مرتبط بعمل مشكوك فيه أخلاقياً. – أخيرًا يبقى السؤال الأهم؛ إلى أي مدى ستتغير الأمور إذا أجرت شركة ماكنزي إصلاحات، والتي تعهدت بالقيام بها ردًا على فضائحها المعلنة – ربما إلى حد كبير؛ إذا نفذت ماكنزي الإصلاحات بجدية. أو ربما لن تتغير على الإطلاق. – كما أعلنت الشركة في دحض شكوى أحد الشركاء المحبطين بشأن عمل ماكنزي نيابة عن صناعة الوقود الأحفوري: إذا لم نخدم عملاءنا في قطاع الفحم، فإن غيرنا سيفعل ذلك.
كيف ساهمت الأزمة الاقتصاديَّة في اندلاع الحرب العالمية الثانية
بعد حجم الموت والدمار الكبيرين اللذين خلفتهما الحرب العالمية الأولى، عقد قادة بعض القوى الكبرى في العالم مؤتمراً في باريس، وكانوا يأملون أن تضمن نتائجه عدم حدوث مثل هذا الدمار مرة أخرى. ولكن لسوء الحظ، أدى الجمع بين معاهدة سلام مجحفة وأشد أزمة اقتصادية شهدها العالم الحديث على الإطلاق إلى تدهور العلاقات الدولية الذي بلغ ذروته في حرب أكثر خطورة من تلك التي سبقتها. حيث نظمت معاهدة فرساي -الموقعة في يونيو عام 1919 في قصر فرساي في باريس- بنود عملية السلام بين الحلفاء المنتصرين وألمانيا، وألقت باللوم على ألمانيا وعدَّتها مسؤولةً عن بدء الحرب وفرضت عليها عقوبات قاسية تضمنت حرمانها من أراضٍ ودفعها تعويضات باهظة ونزع سلاحها. التظاهر بالسلام – على الرغم من نوايا مؤلفيها لضمان السلام، فقد احتوت معاهدة فرساي على بذرة الشقاق التي أدت إلى نشوب الحرب بدلاً من السلام عندما تمَّ غرسها على أرض الأزمات الاقتصادية الخصبة. – كانت هذه البذرة هي المادة 231، التي كانت تُسمى بند الذنب في الحرب (War Guilt Clause). وألقت باللوم على ألمانيا بالكامل في الحرب وطالبت بدفع تعويضات كعقوبة. – نظرًا لأن ألمانيا اضطرت إلى تسليم الأراضي الاسْتِعْمارِيَّة ونزع السلاح العسكري، فليس من المستغرب أن الألمان استاؤوا من المعاهدة. – بدأت جمهورية فايمار المشكلة حديثًا – وهي الجمهورية التي نشأت في ألمانيا في الفترة من 1919 إلى 1933 كنتيجة الحرب العالمية الأولى وخسارة ألمانيا الحرب- في تأخير مدفوعات تعويضات الحرب في وقت مبكر من عام 1923، مما دفع فرنسا وبلجيكا للرد. – أرسل كلا البلدين قوات لاحتلال المركز الصناعي لمنطقة الرور، والاستيلاء على إنتاج الفحم والمعادن الذي حدث هناك. – نظرًا لأن الكثير من التصنيع الألماني كان يعتمد على الفحم والمعادن، فقد أدى فقدان هذه الصناعات إلى حدوث صدمة اقتصادية سلبية، ما أدى إلى انكماش شديد. – وبالتبعية؛ أدى هذا الانكماش، بالإضافة إلى استمرار الحكومة في طباعة النقود لدفع ديون الحرب الداخلية، إلى حدوث تضخم مفرط. – كانت العواقب السياسية مدمرة، حيث أصبح الكثير من الناس غير واثقين من حكومة فايمار، التي تأسست على مبادئ ديمقراطية ليبرالية. – أدى هذا الشعور، إلى جانب الاستياء من المعاهدة، إلى زيادة شعبية الأحزاب السياسية الراديكالية اليسارية واليمينية. تدهور التجارة الدولية
– ساهم الكساد العظيم في تقويض أي محاولات لخلق عالم ما بعد الحرب أكثر انفتاحًا وتعاونًا وسلمًا. – وتسبب انهيار سوق الأسهم الأمريكية في عام 1929 في وقف القروض المقدمة إلى ألمانيا بموجب خطط الإصلاح بالإضافة إلى سحب كامل للقروض السابقة. – أدت ندرة الأموال في النهاية إلى انهيار أكبر بنك في النمسا في عام 1931، والذي أطلق موجة من إخفاقات البنوك في جميع أنحاء أوروبا الوسطى. وشمل ذلك التفكك والانهيار الكامل للنظام المصرفي في ألمانيا. – ساعد تدهور الأوضاع الاقْتِصَادية في ألمانيا على نمو الحزب النازي من مجموعة هامشية صغيرة نسبيًا إلى أكبر حزب سياسي في البلاد. – أدت الدعاية النازية التي ألقت باللوم على معاهدة فرساي في الكثير من المصاعب الاقْتِصَادية لألمانيا إلى زيادة شعبية هتلر بين الناخبين، مما جعله مستشارًا لألمانيا في عام 1933. – حفز الكساد الكبير الدول الفردية على تبني سياسات تجارية أكثر انحيازًا لحماية صناعاتها المحلية من المنافسة الأجنبية. – ورغم أن مثل هذه السياسات التجارية يمكن أن تكون مفيدة على المستوى الفردي، إلا أنها تعمل على تقليل التجارة الدولية والفوائد الاقْتِصَادية التي تأتي معها. – كما أن البلدان التي ليس لديها إمكانية الوصول إلى المواد الخام الهامة ستكون مثقلة بشكل خاص بسبب الافتقار إلى التجارة الحرة. من الإمبريالية إلى الحرب العالمية – بينما كان لدى البريطانيين والفرنسيين والسوفييت والأمريكيين إمبراطوريات اسْتِعْمارِيَّة مع إمكانية الوصول إلى معين لا ينضب من المواد الخام، فإن دولًا مثل ألمانيا وإيطاليا واليابان كانت محرومة من تلك الموارد. – أدى تدهور التجارة الدولية إلى تشكيل تكتلات تجارية إقليمية مع ما يسمى بتكوين الكتل على طول الخطوط الاسْتِعْمارِيَّة، مثل نظام التفضيل الإمبراطوري لبريطانيا العظمى. – ساهمت الأزمة الاقْتِصَادية لسنة 1929م في تدهور الأوضاع الاقْتِصَادية لكل من ألمانيا واليابان وإيطاليا، واقتنعت هذه الدول بضرورة التوسع الاسْتِعْمارِيّ لحل مشاكلها. – كانت الفتوحات الإمبريالية مثل الغزو الياباني لمنشوريا في أوائل الثلاثينيات، والغزو الإيطالي لإثيوبيا في عام 1935، وضم ألمانيا لمعظم النمسا وأجزاء من تشيكوسلوفاكيا في عام 1938، كلها مظاهر للحاجة إلى توسيع الأراضي. – لكن هذه الفتوحات أثارت حفيظة اثنتين من القوى الأوروبية الكبرى، وبعد الغزو الألماني لبولندا، أعلنت كل من بريطانيا وفرنسا الحرب على ألمانيا في 3 سبتمبر 1939. وهكذا اندلعت الحرب العالمية الثانية. ماذا حدث لألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية – أصبحت ألمانيا في حالة خراب بعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها وتطلب الأمر سنوات حتى أصبحت القوة الاقْتِصَادية التي هي عليها اليوم. – تم تقسيمها إلى نصفين يفصل بينهما جدار برلين: كانت ألمانيا الغربية دولة ديمقراطية بينما ظلت ألمانيا الشرقية دولة اشتراكية. – ازدهر النصف الغربي في ظل عملة جديدة ومبادئ ديمقراطية بينما تخلفت ألمانيا الشرقية في ظل اقتصاد متعثر. تم هدم جدار برلين في عام 1989، مما أدى إلى إعادة توحيد النصفين. خلاصة القول: – على الرغم من التطلعات النبيلة للسلام، فإن نتائج مؤتمر باريس للسلام لم تسهم إلا في تعميق الفجوة وتأجيج حالة العداء من خلال إلقاء اللائمة على ألمانيا باعتبارها المحرض الوحيد على الحرب العالمية الأولى. – وقد أدى هذا التعامل الْمُجْحِف إلى تنامي حالة السخط من المعاهدة داخل ألمانيا إضافةً إلى تدهور الوضع الاقْتِصَادي الذي زاد من استياء القوميين المتطرفين، وأدى إلى بزوغ فجر أدولف هتلر وحزبه النازي واندلاع الحرب العالمية الثانية بعد عقدين أيضًا.
دورة الازدهار والكساد: لماذا يصعُب توقع النمو الاقتصادي
في كتابه الشهير التراخي نحو المدينة الفاضلة: تاريخ اقتصادي للقرن العشرين يقدم براد ديلونج، المؤرخ الاقتصادي والأستاذ بجامعة كاليفورنيا في بيركلي، وصفًا شاملاً ببراعة لتقلبات الاقتصاد العالمي لا سيّما خلال صعوده نحو قرن ونصف من الازدهار. ويستهل كتابه بالتذكير بأن النمو الاقتصادي هو في الغالب ظاهرة القرن. إذ إنه وفقًا لأفضل تقدير، فإن العالم بين ولادة السيد المسيح وبداية القرن الثامن عشر، ارتفع مستوى معيشة الشخص العادي بنسبة الثلث تقريبًا أي 1.5%- كل 100 عام. – بعد عام 1750، عندما بدأ الاقتصاد في التوسع بشكل ملحوظ بفضل اختراع المحركات البخارية، ظلت التحسينات في رفاهية الشخص العادي لا تذكر، ونادراً ما تضاعفت على مدى 120 عامًا في نصف العالم الشمالي. – يجادل ديلونج أنه في أواخر القرن التاسع عشر نما الاقتصاد بوتيرة أسرع من السكان -ما سمح بارتفاع مستويات المعيشة بشكل ملموس؛ وزاد إجمالي الناتج الاقتصادي العالمي بمقدار 50 ضعفًا، في 150 عامًا منذ عام 1870. – يرجح ديلونج بأن هذه القفزة النوعية في نمو الإنتاجية نتجت عن 3 تطورات؛ ألا وهي انتشار البحوث الصناعية، والشراكات الحديثة، والنقل البحري الرخيص نسبيًا؛ الأمر الذي تمخض عن الوفرة التكنولوجية التي جعلت اقتصاد العالم سوق عالمي واحد. – بيد أنَّ الكتاب له نظرة متشائمة للمستقبل بشكل خاص. إذ يشير ديلونج إلى أنه على مدار الخمسة عشر عامًا الماضية، توقف نمو نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي. – هذا صحيح بشكل خاص بالنسبة لشمال الكرة الأرضية، ولكنه ينطبق أيضًا بشكل متزايد على الجنوب العالمي، حيث تتباطأ الزيادة في نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، على الرغم من أنها لا تزال أعلى مما هي عليه في شمال الكرة الأرضية. – كتب ديلونج أن العالم قد اهتز بسبب موجات من الغضب السياسي والثقافي من جانب الجماهير، وجميعهم منزعجون بطرق مختلفة -ولأسباب مختلفة- من فشل نظام القرن العشرين في العمل لصالحهم كما اعتقدوا. – لذلك، يخلص إلى أن الظروف التي أدت إلى أكثر من 100 عام من النمو الاستثنائي قد انتهت. – ومع ذلك، فإن التشاؤم قد يكون غير مبرر. إذ إن إحدى الفضائل العظيمة هي الأهمية المركزية التي يوليها ديلونج لدور الفاعلية البشرية في إعادة تشكيل الأحداث السياسية والاقتصادية. فترات المدّ والجزر – يمكن تقسيم توسع القرن العشرين في الاقتصاد العالمي إلى أربع موجات كبيرة، بالتناوب فترات من 30 إلى 50 عامًا تسارع خلالها نمو الإنتاجية ثم تباطأ. – ربما كانت الموجة الأولى من نوعها، من عام 1870 إلى عام 1913، هي الأكثر روعة. في انفصال صارخ عن الماضي، تضاعف الإنتاج الإجمالي في الغرب ثلاث مرات، وتضاعفت مستويات المعيشة. – لكن ذلك العصر الذهبي تحطم مع اندلاع الحرب العالمية الأولى، التي يرى ديلونج أنها نتيجة لتشنج جماعي غير عقلاني للقومية. – في الفترة التي أعقبت الحرب، من عام 1919 إلى عام 1938، تباطأ النمو في قلب الشمال العالمي -كندا وفرنسا وألمانيا واليابان وإيطاليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة- إلى نصف وتيرة الموجة السابقة. – يرجع الفضل في ذلك -جزئيًا- إلى الكساد الكبير، مما جعل الأمر يبدو كما لو أن الآلة الاقتصادية التي تدعم المؤسسة الغربية بأكملها قد بدأت تتأرجح، وربما تحطمت بشكل لا رجعة فيه. – لكن انتصار الحلفاء كان إيذانا ببدء الموجة الثالثة، التي استمرت من عام 1945 إلى عام 1973. – لقد كانت حقبة ذهبية أخرى، قفز خلالها الاقتصاد العالمي مرة أخرى بوتيرة غير مسبوقة. حيث تضاعف الناتج الاقتصادي أربع مرات تقريبًا، وتضاعفت مستويات المعيشة في دول الشمال المذكورة ثلاث مرات تقريبًا. – أخيرًا، في عام 1973، وصلت الموجة الأخيرة. وكما هو الحال مع سنوات ما بين الحربين العالميتين، كانت واحدة من فترات التباطؤ. – ارتفع نمو الإنتاجية في شمال الكرة الأرضية من 3% سنويًا إلى نصف ذلك، وبدأ عدم المساواة في الارتفاع مرة أخرى، مع ركود رواتب الطبقتين المتوسطة والعاملة. – من وجهة نظر ديلونج، كان التباطؤ في الإنتاجية ناتجًا عن الحاجة إلى إعادة تجهيز الاقتصادات المتقدمة، لتكون أكثر كفاءة في استخدام الطاقة بعد القفزة الحادة في أسعار الطاقة. – ولكن، كما يعترف، تظل الأسباب النهائية لهذا التباطؤ الحاد لغزًا حتى اليوم. عجلة الحظ – لم تبدأ الاقتصادات الغربية في الوصول إلى نموذج قادر على تحقيق نمو مرتفع ومشاركة ثمار هذا الازدهار على نطاق أوسع إلا بعد الحرب العالمية الثانية. – وذلك من خلال الحفاظ على الأسواق، مع توسيع دور الحكومة بشكل كبير في تنظيم الرأسمالية لتجنّب كساد كبير آخر. – وعندما اندلعت الأزمة المالية العالمية في عام 2008، وخلافًا لما حدث بعد الكساد الكبير، لم يتبعه صانعو السياسة بإصلاحات على غرار الصفقة الجديدة للحد من تأثير الأسواق. – بدلاً من ذلك، اتخذت معظم الدول قرارًا محيرًا بالتمسك بالسياسات النيوليبرالية الصديقة للسوق، إلى حد كبير، من وجهة نظر ديلونج، لأن المستفيدين الرئيسيين من النموذج -وهم طبقة الأثرياء – قد هيمنوا على الخطاب السياسي الغربي، خاصة في الولايات المتحدة. – بيد أنَّ هناك مؤشرات قوية على تراجع احتضان الليبرالية الجديدة؛ من ردود الفعل العنيفة ضد سياسات التجارة الحرة من قبل كل من اليمين القومي، الذي يستاء من صعود الصين، ومن اليسار، الذي يريد تخفيف تأثير التجارة على الطبقة العاملة، والذي أدى بالعديد من الدول الغربية إلى الابتعاد عن تبني الأسواق الحرة غير المنظمة. – في نهاية المطاف، فإن كتاب التراخي نحو المدينة الفاضلة ليس كتابًا توجيهيًا؛ بل هو عمل يجمع بين التاريخ والسرد، مع تسليط الضوء بشكل خاص على الخيارات التي يتخذها الفاعلون السياسيون الرئيسيون في تشكيل مسار المستقبل.
التكلفة الغارقة .. كيف يبكي بعض المستثمرين على اللبن المسكوب
بعد عدد من السنوات يختلف وفقًا للجودة وطريقة الاستخدام، تبدأ أي سيارة في مكابدة أعطال متعددة، ويزداد تردد مالكها على مراكز الصيانة، ويحتاج لشراء قطع الغيار بوتيرة أكبر، بما يجعل السيارة مصدرًا للإزعاج بدلًا من العمل على راحته ونقله من مكان لآخر بسلاسة.
وعلى الرغم من هذا إلا أن كثيرين يحتفظون بالسيارة، ليس لعجزهم عن شراء أخرى، ولكن يقول الشخص لنفسه لقد أنفقت عشرات الآلاف من الريالات لشراء هذه السيارة التي لم يعد يتعدى ثمنها بضعة آلاف ريال الآن وبيعها سيكون صفقة خاسرة دون أن يضع في حسبانه الخسائر المتتالية التي يتسبب بها احتفاظه بالسيارة.
أمثلة على التكلفة الغارقة
فباستهلاكها وقود أكثر وقطع غيار فضلا عن أجور الإصلاح للفنيين قد يصبح قسط سيارة جديدة أقل أو يساوي أو حتى أكثر قليلًا من الاحتفاظ بهذه السيارة القديمة، مع ملاحظة أن مالك السيارة هنا يوفر الجهد والوقت أيضًا وليس المال فحسب.
والاحتفاظ بالسيارة هنا هو وقوع في فخ يشابه الوقوع في أشياء أخرى في الحياة والاستثمار، ويسمى مغالطة التكلفة الغارقة، وتعني باختصار أن تتسبب التكلفة التي أنفقناها سابقًا في تكبد المزيد من الخسائر (كأن نستمر في مشاهدة فيلم رغم إدراكنا من دقائقه الأولى أنه سيئ، حرصا على ألا نهدر هذه الدقائق سدى).
والأمثلة على التكلفة الغارقة في الاستثمارات كثيرة، فالدعاية والإعلان تكلفة غارقة، فسواء نجح المنتج أو لم يفعل فإن المستثمر ينفقها ولا يستطيع استعادتها، وكذلك ما ينفقه على التطوير والأبحاث، وما ينفقه على تدريب العاملين.
فهل إذا أنفق مدير 10 آلاف ريال على تدريب عامل على مدى فترة زمنية، وتأكد تمامًا أن هذا العامل لا يصلح لمهنته، فهل عليه الإبقاء عليه أم فصله الإجابة المثالية هي فصله لوقف مسلسل الخسائر، ولكن ما يحدث على أرض الواقع كثيرًا ما يختلف عما يجب وقوعه.
تجنب الفشل المؤلم
وتشير دراسة لـكال أركيس وكاثرين بلامر، المتخصصين في الاقتصاد السلوكي، بعنوان سيكولوجية التكلفة الغارقة إلى أن قرابة 88% من المستثمرين على الأقل من المستثمرين يقعون في فخ مغالطة التكلفة الغارقة، حيث يستمرون في مواقف تؤثر عليهم بالسلب بسبب ما أنفقوه من تكلفة لا يمكنهم استعادتها.
وتكشف الدراسة أن أكثر من 90% من المستثمرين الذين وقعوا ضحية هذه المغالطة أشاروا إلى أنهم فعلوا ذلك حتى يحاولوا تجنب الخسارة، وأملا في تحول موقف خاسر إلى آخر رابح، وعلى الرغم من تأكد خطأ موقفهم وتحملهم الخسارة إلا أن نصفهم رأوا أن موقفهم كان مبررًا.
وهنا يجب التنبه إلى أن الأساس الحقيقي وراء إصرار المستثمرين على محاولة الاستفادة من التكلفة الغارقة هو رغبتهم في تجنب الألم الناتج عن الشعور بالفشل، وبالتالي يتوقفون عن التفكير المنطقي القائم على الحسابات الواضحة.
اختيارات أقل رشادة
وأجرى الباحثان دراسة عملية، حيث سألا مشاركين في تجربة عن سلوكهم إذا قاموا بشراء تذكرة لرحلة تزلج على الجليد في ويسكنسون مقابل 50 دولارا، وتذكرة أخرى لنفس الرحلة في ميتشجان بـ100 دولار، والتذكرة شخصية ولا يمكن إرجاعها، واكتشفوا أن موعد التزلج في المناسبتين واحد.
وطالب الباحثان من المشاركين اختيار رحلة يذهبون إليها، مع ملاحظة وجود إجماع بين من خاضوا تجربتي التزلج في أنها أكثر متعة في ويسكنسون (الأرخص).
وأجاب 54% من المشاركين بأنهم سيذهبون إلى ميتشجان (الأغلى) وبرروا موقفهم بأن هذا هو الموقف الأكثر رشادة في ظل إنفاقهم لمال أكبر على هذا الاختيار.
وبالطبع فإن اختيار الأغلى هنا ليس الأكثر رشادة، لأن الهدف من إنفاق المال على كليهما هو الاستمتاع، وإذا لم يمكن استعادته فيجب تعظيم الاستمتاع ما دام بقي المبلغ الذي يتم إنفاقه ثابتًا.
وتشير دراسة أخرى إلى تأثير التذاكر الموسمية (أي لكافة مباريات الفريق طيلة الموسم)على حضور مباريات كرة القدم، فعندما حصل المشجعون على تذاكر موسمية عن طريق شرائها منفردة زادت نسبة الحضور بنسبة 25% لنفس المشجعين عن نسبة حضورهم عندما اشتروها مباشرة.
ويرجع هذا لشعور المشجعين بأنه عليهم الحضور بسبب التكلفة التي تكبدوها بالفعل، بما يؤدي لزيادة نسبة حضورهم للمباريات بوصف التذاكر الموسمية تكلفة غارقة يسعون للاستفادة منها قدر استطاعتهم لتجنب الشعور بالخسارة أيضا.
وتتوسع فكرة التكلفة الغارقة لتشمل قرارات ذات طابع شخصي مالي، ومن ذلك دراسة أجراها العالم مارتن كولمان المتخصص في علم النفس حول تأثير مغالطة التكلفة الغارقة على التعليم.
وقال كولمان لمجموعة من الدارسين إن عليهم تلقي منهج تعليمي بحوالي 100 دولار في المتوسط، لكي يحصلوا على عمل، وعندما بدأ الدارسون بتلقي المحاضرات أخبروا بعضهم بأن التكلفة 50 دولارًا وأخبروا آخرين بأنها 100 دولار ومجموعة ثالثة بأنها 150 دولارًا وأخبروا الجميع بأن نسبة النجاح في هذا الفصل الدراسي 75%.
وبعدها جاء كولمان للطلبة وأخبرهم أن هناك منهجا مماثلا تماما لما يحصلون عليه ويؤهل لنفس العمل، وأنه مجاني تماما وأن نسبة النجاح فيه 85% وسألهم إذا ما كانوا يودون الالتحاق بالمجاني على حساب المحاضرات التي ينخرطون فيها.
ولاحظ كولمان أنه على الرغم من أن القرار العقلاني هنا كان التوجه للمنهج الذي يتمتع بفرص نجاح أفضل، إلا أن التكلفة الغارقة كان لها عامل حاسم، حيث إن هؤلاء الذين أنفقوا 150 دولارا كانوا الأكثر إصرارًا على استكمال ما بدأوا فيه على الرغم من أن نسب النجاح أقل مما يوفره لهم كورس مجاني بالكامل.
كيفية التخلص من المغالطة
وعلى صعيد إدارة الشركات فإن شركة نوكيا الشهيرة لإنتاج الجوالات وقعت فريسة مغالطة التكلفة الغارقة بوضوح، حيث تشير التقارير إلى أن أحد أهم أسباب سقوط الشركة من على قمة عالم الهواتف المحمولة كان رفض إدارتها تغيير مسار أبحاث الشركة بدعوى الإنفاق عليه كثيرًا.
ففي الوقت الذي طرحت سامسونج هاتفها الأول الذي يعمل باللمس ومعها عدد من الشركات الأخرى، كانت نوكيا بعيدة عن هذا التطور، وعلى الرغم من أنه كان من الواضح أن المستقبل للهواتف التي تعمل باللمس (الذكية لاحقًا) فإن إدارة نوكيا أصرت على الاستمرار في دعم الجوالات التي تعمل بالأزرار لأنها أنفقت مبالغ طائلة في البحث والتطوير عليها.
ويحتاج التخلص من مغالطة التكلفة الغارقة بذل جهد عقلي ملموس من أجل الانتباه إلى حقيقة أن التكلفة الغارقة لا يمكن استعادتها، وأنها لا يجب أن تؤثر على قراراتنا الحالية، وتلافي الشعور بمرارة الفشل من خلال التأكد من وجود احتمال دائم بفشل القرارات الاستثمارية.
وعلى المستثمر أن يدرك أن فشل قراراته قد لا يرجع إليه منفردًا، لا سيما مع وجود الكثير من المتغيرات التي تؤثر في البيئة الاقتصادية والاجتماعية وغيرها من المؤثرات التي قد تدعم أو تتسبب في فشل تلك القرارات الاستثمارية أي أن يكون الهدف هو استقاء العبر وليس البكاء على اللبن المسكوب.
كتاب العودة إلى الوطن: كيف أدارت أمريكا مرحلة ما بعد العولمة الاقتصادية
كان تأثير العولمة والأتمتة (التشغيل الآلي وزيادة الاعتماد على الآلات) قاسيًا على الطبقة الوسطى في الولايات المتحدة خلال العقود الماضية. مما حدا بخبراء اقتصاديين إلى توثيق الضربات التي تلقاها المواطن الأمريكي جراء هذه التغيرات من عدم المساواة وركود الأجور وتدمير الوظائف وحتى الموت كمدًا.
ولكن على الرغم من مرور 30 عامًا من تلقي الطبقة الوسطى كل هذه الضربات، إلا أن الإدارات الديمقراطية والجمهورية على حد سواء كانت تعتمد سياسة الحرية الاقتصادية دون التدخل لإنشاء شبكات أمان اجتماعي من شأنها أن توفر قدرًا من العدالة، كما تفعل شبكات الأمان في جميع الاقتصادات المتقدمة الأخرى في العالم.
– يوثق كتاب جديد بعنوان العودة إلى الوطن من تأليف رنا فوروهار المحررة في فايننشال تايمز، كيف ولماذا اعتمدت أمريكا مسار ما بعد العولمة.
– ويوضح الكتاب بالتفصيل كيف تدفع المؤسسة السياسية الأمريكية الآن نحو أجندة سياسية مغايرة تمامًا وذات أولويات جديدة، ولماذا يؤدي ذلك إلى خلق تناغم نادر بين اليمين واليسار الأمريكي.
– يقدم الكتاب رؤية مقنعة للواقع من شأنها أن تثير حالة من التفكير والجدل. تكمن قوة الكتاب في مجموعة الأمثلة الغنية التي يضمها بين دفتيه، والتي يعتمد العديد منها على عدة مقابلات أجرتها المؤلفة مع الاقتصاديين الفاعلين وصانعي السياسات.
– يستشرف الكتاب حقبة ما بعد العولمة ويغض الطرف عن مصالح عالم المال والأعمال وول ستريت ويستمع أكثر لمصالح الناس والمكان.
– في سياق هذا الكتاب يتم إلقاء اللوم على الشركات الكبرى في بعض المشاكل، منها اندثار صناعة الأغذية الأمريكية، وتراجع المكانة الصناعية للولايات المتحدة، لا سيما تلك المتعلقة بصناعة أشباه الموصلات وصناعات النسيج.
– ورغم أن الكتاب حافل بقدر من اللوم والتحسر، إلا أنه في النهاية يدعو للأمل. حيث يشرح العديد من الأمثلة المحددة بدلاً من أن يترك العنان للقراء لتخيل الحلول التي يمكن أن تخلق نموذجًا جديدًا لما بعد العولمة.
– من بين هذه الحلول اللجوء لتقنيات الزراعة العمودية والتعاونيات، والعملات الرقمية التي قد تعالج أخطاء النظام المالي الدولي القائم على الدولار.
– كذلك يمكن أن يوفر خلق الوظائف في مجالات الرعاية الصحية والتعليم الوظائف التي يتطلبها الاقتصاد المحلي.
– من المُلاحظ أن كتاب العودة إلى الوطن يسلط الضوء على سياسة أمريكا إلى حد كبير، لكنه كان سيكون أكثر تأثيرًا لو اشتمل على فصلين إضافيين.
– يوضح الفصل الأول كيف تتجنّب الدول الغنية الأخرى الوقوع في نفس مسار الولايات المتحدة الرهيب. والفصل الثاني كان سيُظهر كيف أن العولمة أخرجت مئات الملايين من البشر من الفقر المدقع ودفعت المليارات إلى الطبقة الوسطى العالمية.
– من المرجح أن يصبح هذا الكتاب مرجعًا في حقبة ما بعد العولمة حيث يتم تنحية التجارة الحرة جانبًا من خلال سياسة التجارة المتمحورة حول العمال والتوطين والسياسة الصناعية القوية.
– وأيضًا تبني السياسات التي تستفيد من الترابط الاقتصادي الدولي لتعزيز الأهداف الجيوستراتيجية.
– كذلك الاستماع بشكل أقل إلى مصالح وول ستريت والشركات متعددة الجنسيات، والاهتمام بمصالح الأشخاص والمكان بشكل أكبر في أروقة السلطة في واشنطن.
– في النهاية، قد لا يتفق العديد من القراء مع قائمة الجناة التي أشار إليها الكتاب بأصابع الاتهام والتي تشمل الاتفاقيات التجارية، وعالم المال وول ستريت، والاقتصاديين، والنظام المالي الدولي.
– مع ذلك ينبغي عليهم قراءة الكتاب، لأنه سيساعد على فهم منطق أولئك الواثقين من أن أيام العولمة كما عهدناها خلال نصف القرن الماضي قد ولت إلى الأبد، والأهم من ذلك، ما الذي سيأتي بعد ذلك.
ما الزراعة التجديدية وكيف تساهم في الحفاظ على البيئة
ترتبط النظم الغذائية بالعديد من التحديات العالمية؛ بدءًا من كونها ثاني أكبر مصدر لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري في العالم بعد قطاع الطاقة إلى إزالة الغابات وحتى المجاعات. ولكن ماذا لو عكسنا هذا الدور وأدركنا الإمكانات الحقيقية لتحويل النظم الغذائية إلى نظم صفرية الانبعاثات وصديقة للبيئة؛ إن هذا بالتأكيد سيعود بالنفع على الجميع.
يمكن للتدابير الزراعية التجديدية تحسين غلات المحاصيل وتحويل الأراضي الزراعية والمراعي إلى مصارف للكربون، مما سيؤدي بالضرورة إلى تقليل النفايات وتحسين استخدام الأسمدة النيتروجينية وإعادة التفكير في سلاسل التوريد العالمية والمحلية لتكون أكثر استدامة. من خلال حلول المناخ الطبيعي، يمكن للأنظمة الغذائية أن تسهم بنسبة تصل إلى 37% في التخفيف من آثار تغير المناخ اللازمة لتحقيق أهداف المناخ لعام 2030. ومع ذلك، لا تتجاوز نسبة تمويلات المناخ لحلول الأغذية الزراعية أكثر من 2%. في السياق ذاته؛ كشف تقرير للمنتدى الاقتصادي العالمي حول استراتيجيات المناخ للمزارعين في دول الاتحاد الأوروبي أنه يمكن خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري على الفور بنسبة 6% سنويًا إذا تم دعم خُمس المزارعين فقط للتحول إلى الانبعاثات الصفرية وتعزيز صحة التربة وتحقيق دخل يتراوح بين 2 – 9 مليار يورو. فيما يلي، يتشارك ثلاثة من قادة الأعمال الرؤى حول كيف يمكن للاستراتيجيات الجريئة والشراكات الشاملة أن تحفز رأس المال والتكنولوجيا للمشاركة معًا لحل هذه المشكلات. لقد أصبح القضاء على الانبعاثات في المزارع أمرًا ضروريًا لتحقيق هدفنا صفري الانبعاثات – جيم أندرو، نائب الرئيس التنفيذي، ومدير التنمية المستدامة، بشركة بيبسيكو (PepsiCo) . يؤكد جيم على ضرورة كسر القوالب الجامدة وإقامة شراكات مبتكرة طويلة الأمد مع الموردين، والتعاون مع الشركات الأخرى والمنظمات غير الربحية وإقامة تحالفات مع الحكومات لتغيير المسار الذي يمكننا به تنفيذ الزراعة الذكية مناخيًا. يشير جيم إلى أن هناك ثلاثة أمور يجب عملها للمزارعين لاعتماد ممارسات الزراعة التجديدية: 1- إنشاء البرامج المالية للمساعدة في التخلص من مخاطر التحوّل لممارسات الزراعة التجديدية. وتساعد شركة بيبسيكو في برامج تقاسم التكاليف وبرامج تقديم القروض للمزارعين من خلال شراكات استراتيجية. 2- المساعدة الفنية، تقدم شركة بيبسيكو المشورة الزراعية المصممة خصيصًا للمزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة. 3- أخيرًا، يحتاج المزارعون إلى أن يكونوا جزءًا من مجتمع أكبر يمكنهم من مشاركة ما تعلمونه. بطبيعة الحال، لا يمكن لمنظمة واحدة تلبية جميع هذه الاحتياجات بمفردها؛ لذا، سوف يتطلب الأمر شراكات وتعاونًا لتقديم الحزمة الشاملة من الدعم المطلوب، ولكن عندما يحدث ذلك، سيكون المزارعون أكثر مرونة، وستنتج المحاصيل أكثر، وسيحصد كوكبنا الفوائد. يختتم جيم بقوله، أن بيبسيكو تصدر أكثر من 25 محصولًا لأكثر من 30 دولة وتدعم أكثر من 100 ألف وظيفة زراعية، وتأتي نحو ثلث انبعاثاتها السنوية من سلسلة التوريد الزراعية الخاصة بها. وهذا يعني أن القضاء على الانبعاثات في المزارع أمر ضروري لتحقيق هدفها صفري الانبعاثات. لن نتمكن من بناء نظام الغذاء في المستقبل إلا من خلال تضافر جهودنا معًا – أنكه كواست، نائب الرئيس التنفيذي لشركة يارا انترناشونال (Yara International). توضح أنكه كيف أن الزراعة التجديدية هي نهج منظم لاعتماد أفضل الممارسات المستدامة التي تؤثر على الطبيعة والمناخ بشكل إيجابي. وأننا بحاجة إلى دعم المزارعين لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وحماية تربتهم مع توفير الغلات اللازمة وجودة المحاصيل لإطعام العالم. تشمل الابتكارات المتطورة لتسريع الزراعة التجديدية حلول الزراعة الرقمية، وتحليلات صحة التربة، والنترات الخضراء ومنخفضة الكربون، والأسمدة العضوية. وتؤكد أنكه على أن الشركة ملتزمة بالشراكة مع المزارعين وشركات الأغذية لتحقيق رؤية مستقبل غذاء إيجابية. بعد أن تعلموا أن تنفيذ الزراعة التجديدية على أرض الواقع يتطلب تضافر كل الجهود لتوسيع نطاق الزراعة التجديدية لاستعادة الطبيعة وعكس تغير المناخ من خلال الأهداف والإجراءات القائمة على العلم.
نحن بحاجة ماسة إلى تجديد الموارد اللازمة لزراعة طعامنا – دورثي شيفر، الرئيس العالمي للاستدامة والتغذية بشركة يونيليفر (Unilever) . تشير دورثي إلى أن الغذاء من العوامل الرئيسية التي تساهم في تغير المناخ، وإزالة الغابات، وفقدان التنوع البيولوجي. وأن نظامنا الغذائي لا يتمتع بالمرونة الكافية لتغير المناخ أو تحمل الأزمات بسبب الممارسات الزراعية التقليدية الضارة المقترنة بالاعتماد المفرط على أنواع قليلة جدًا من المحاصيل. وتستطرد بقولها إننا بحاجة ماسة إلى تجديد الموارد المطلوبة لزراعة طعامنا. لا سيما وأن حوالي 52 % من التربة الزراعية متدهورة، والغذاء هو المستخدم الأول للمياه، ويقول بعض الخبراء إن لدينا أقل من 30 عامًا من إمدادات المياه المتبقية. وفي المقابل، هناك انخفاض حاد في عدد المزارعين (من 44 % إلى 26 % في خلال 9 سنوات، بناءً على بيانات منظمة العمل الدولية). وهذا هو سبب التزام شركة Unilever بالاستثمار في التحوّل إلى الزراعة التجديدية؛ أي الزراعة بطريقة تعمل على تحسين صحة التربة والتنوع البيولوجي وكفاءة استخدام المياه ومرونة المناخ وتقلل من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. تختم دورثي بقولها إن الشراكة جارية مع المزارعين الذين يعملون في فول الصويا لزراعة محاصيل الغطاء للحد من تآكل التربة، ومزارعي الأرز لتقليل استخدام المياه وانبعاثات غاز الميثان، ومزارع الألبان للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. تبرهن هذه الأمثلة الثلاثة على عزم الشركة على المضي قدمًا في هذه الشراكة من أجل زراعة وإنتاج الغذاء لتحسين صحة الأرض ومساعدة المزارعين وتوفير الغذاء للناس.
كتبٍ في الاقتصاد يمكنُكَ قراءتها هذا العام
إدارة الوقت .. كيف يمكنُكَ إدارة وقتك بفاعلية لإنجاز المهام
يُقصد بإدارة الوقت عملية التخطيط والتحكم في مقدار الوقت الذي تقضيه في أنشطة محدّدة. من المعروف أن إدارة الوقت بفاعلية تسهم في إنجاز المزيد من المهام في فترة زمنية أقصر، وتقلل التوتر، وتؤدي إلى النجاح الوظيفي.
هذا، بالإضافة إلى ذلك، فإن التخطيط لوقتك وإدارته بشكل أفضل يوفر العديد من المزايا والفوائد، سواء في حياتك المهنية أو الشخصية. إليك بعض المزايا والفوائد الأساسية:
التعرّض لضغط أقل: عندما تتّبع جدولاً زمنياً معيناً بوظائف يومية محدّدة، ستشعر أن الضغط والقلق أصبحا أقل.
توفير وقت الفراغ: عندما تعمل على إدارة وتنظيم الوقت كما ينبغي، توفر وقتًا قيمًا لممارسة مهامك الشخصية المهمة.
العمل بإنتاجية أكبر: الإدارة الجيدة للوقت تساعدك على تجنّب تبديد الوقت، حيث يمكنك التركيز على الأعمال والأنشطة المهمة حقاً.
تحسين سمعتك: ستكون محل ثقة من حولك -سواء في الحياة المهنية أو الشخصية- وستنجز عملك بجد ونشاط.
بذل جهد أقل: إن تنظيم الوقت يساعدك على تقليل الجهد المبذول لتأدية الأعمال والمهام.
إدارة الوقت: تعلّم كيف تدير وقتك بفعالية |
|
1- تحديد الأهداف بشكل صحيح |
– استخدم طريقة سمارت عند تحديد الأهداف. وتأكد من أن تكون أهدافك محدّدة وقابلة للقياس وقابلة للتحقيق وذات صلة وفي الوقت المناسب.
|
2- تحديد الأولويات بحكمة |
حدّد المهام بناءً على مدى أهميتها وإلحاحها. أعطِ الأولوية لما هو مهم وعاجل؛ راجع مهامك اليومية وقسمها كما يلي: هامة وعاجلة: أنجزْ هذه المهام على الفور. هامة، ولكن ليست عاجلة: قرر متى تقوم بهذه المهام. عاجلة لكن غير مهمة: قم بتفويض هذه المهام إن أمكن. ليست عاجلة وليست مهمة: نحِّ هذه الأمور جانبًا لتنجزها في وقت لاحق.
|
3- تحديد وقت معين لإنهاء العمل |
– إن تحديد زمن مُحدد لإكمال المهام يساعدك على أن تكون أكثر تركيزًا وفعالية. – كذلك، يساعدك تحديد مقدار الوقت الذي تحتاج لتخصيصه لكل مهمة في التعرّف على المشكلات المحتملة قبل ظهورها وبهذه الطريقة يمكنك وضع خطط للتعامل معها.
|
4- أخذ قسط من الراحة بين المهام |
– إن القيام بالكثير من المهام دون استراحة، من شأنه أن يشتّت تركيزك ويجعل حماسك يفتر. – خذ قسطًا من الراحة أو اذهب في نزهة قصيرة لتصفية ذهنك وتجديد نشاطك.
|
5- تنظيم الوقت |
– استخدم التقويم الخاص بك لإدارة الوقت على المدى الطويل. اكتب المواعيد النهائية للمشاريع أو للمهام التي تشكل جزءًا من إكمال المشروع ككل.
|
6- استبعاد المهام أو الأنشطة غير الأساسية |
– حدّد ما هي المهام التي تستحق وقتك. يؤدي استبعاد المهام والأنشطة غير المهمة إلى توفير وقتك الثمين لإنجاز ما هو مهم حقًا.
|
7- التخطيط المسبق |
– اعمل على أن تبدأ يومك بفكرة واضحة عما يتعين عليك القيام به. اكتب في نهاية كل يوم قائمة المهام ليوم العمل التالي، وبهذه الطريقة ستوفر الوقت والمجهود. |