كفاءة

تغطية مشكلة Crowd Strike .. الشركات التقنية الضخمة يرغبون يستحوذون على هالشركات.. لكن يواجهون  إشكالية مكافحة الاحتكار.. الخلل بتحديث ويندوز حصل لدينا إشكالية قبل الكرودسترايك بفترة.. مايكروسوفت ويندوز افضل انظمة التشغيل السيئة.. ما فيه نظام جيد و مستقر يعتمد عليه خصوصاً للشبكات و الخوادم التشغيلية

تعد شركة الأمن السيراني كراود سترايك -غير المعروفة تمامًا بالنسبة للكثيرين- المسؤولة بشكل رئيسي عن الفوضى التي أثرت على كافة أنحاء العالم الجمعة، وهو ما يسلط الضوء على مدى تعقيد البنية التحتية الرقمية الحديثة.

 

ببساطة، كراود سترايك Crowdstrike هي شركة يقع مقرها في أوستن بولاية تكساس، وهي تتداول في وول ستريت، ومدرجة بمؤشر إس أند بي 500 وناسداك تحت الرمز CRWD وبلغت قيمتها السوقية 83.5 مليار دولار بنهاية تعاملات أمس الخميس.

ومثل العديد من الشركات التكنولوجية، فإن كراود سترايك ليست شركة قائمة منذ فترة طويلة إذ تأسست قبل 13 عامًا فقط، لكنها توسعت بمرور الوقت وتوظف حاليًا ما يقرب من 8500 شخص.

 

وهي شركة مزودة لخدمات الأمن السيبراني لذا تم استدعاؤها للتعامل مع آثار هجمات الاختراق، وشاركت في تحقيقات بشأن عدد من الهجمات الإلكترونية منها عندما تم اختراق نظام حواسب سوني بيكتشرز في 2014.

ما الخدمات التي تقدمها الشركة

تقدم الشركة العديد من الخدمات والحلول المتقدمة، حيث توظف الذكاء الاصطناعي وتفعّل ميزة التعلم الآلي لرفع قدرتها على اكتشاف التهديدات الأمنية والثغرات باستمرار.

ومن بين الخدمات التي تقدمها كراود سترايك لعملائها حماية للبريد الألكتروني من التهديدات المتقدمة، وأيضا ما يسمى بأتمتة الأمن، والأمن السحابي والذي يسعى لتأمين البيئات السحابية عن طريق حلول مصممة خصيصاً لاكتشاف أي تهديدات ومنعها.

كما تقدم أيضاً خدمات حماية النقاط الطرفية Endpoints وذلك عن طريق منصة كراود سترايك فالكون التي لديها تقنيات متقدمة لحماية الأجهزة الطرفية باستخدام الذكاء الاصطناعي.

كذلك أيضا خدمات الاستجابة السريعة لحوادث الاختراق السيبراني، وتحليلها، وأيضا تقديم أدوات لتقييم المخاطر وضمان الامتثال للمعايير، بجانب خدمات الاكتشاف المبكر للهجمات، وخدمة Falcon OverWatch التي لديها قدرة الكشف عن التهديدات المخفية، وغيرها من الخدمات المعقدة الأخرى.
كيف تسببت في مشكلة عالمية

 

بسبب تحديث لبرامجها، أصبحت الشركة التي تعد عادة جزءًا من حل المشكلات التقنية سببًا في انقطاع تقني أثر على مجموعة واسعة من القطاعات حول العالم.

 

تعطلت الحواسب العاملة بنظام التشغيل ويندوز وعرضت شاشة الموت الزرقاء، ولم يتمكن عدد من الشركات المتضررة من إعادة تشغيل الحواسب، وذكر مهندسو كراود سترايك أنهم يعملون على حل المشكلة التي تؤثر على منتج فالكون سنسور.

 

 

وتطلق الشركة على فالكون أنها منصتها المصممة خصيصًا لوقف الاختراقات عبر مجموعة من التقنيات المقدمة عبر الحوسبة السحابية، والتي تمنع كافة أنواع الهجمات بما في ذلك البرامج الضارة وغيرها.

 

وعلى سبيل المثال، إذا تم اكتشاف أن الحاسب له صلة بمتسلل محتمل، فيجب أن تكون فالكون قادرة على إيقاف هذا الاتصال، وهو ما يعني تكاملها بشكل وثيق مع النظام الأساسي للحاسوب الذي يعمل عليه.

 

وهذا التكامل الوثيق يجعل منصة فالكون قوية بالطبع في الحماية السيبرانية لكنه يعني أيضًا أنه عند تعطلها قد تسبب مشكلات خطيرة، وما حدث اليوم هو السيناريو الأسوأ.

 

وأعلن مديرها التنفيذي جورج كورتزأن هذا ليس حادثًا أمنيًا أو هجومًا إلكترونيًا، وأنه تم تحديد المشكلة وتم نشر الحل، وأنها تعمل بنشاط مع العملاء المتضررين.


تبنت الولايات المتحدة منذ فترة طويلة سياسة أكبر من أن تفشل، أو بمعنى أدق أكبر من أن يُسمح لها بالفشل، تجاه المؤسسات المالية الرئيسية، حيث تدخلت مرارًا لإنقاذها وتهيئة المناخ في الأوقات الصعبة، للحفاظ على سلامة النظام المالي العالمي الذي تقوده.

وحتى عندما يتعلق الأمر بالبنوك الأصغر حجمًا – كما حدث في أزمة ربيع عام 2023 – كانت الحكومة الأمريكية سريعة التدخل لضمان الحفاظ على أمن النظام المالي وعدم خلق حالة من الهلع بين المودعين.

ومع ذلك، كان ليمان براذرز رابع أكبر بنك استثماري في الولايات المتحدة عام 2008 عندما سُمح له بالانهيار رغم أهميته للنظام، في لحظة يعتقد كثيرون أنها كانت شرارة اندلاع الأزمة المالية التي أربكت اقتصاد العالم وتسببت في خسائر جمة.

يلقي البعض باللوم على البنك لتجاهله بشكل غير مسؤول إدارة المخاطر، والبعض يدعي أن السلطات لم تفعل ما يكفي آنذاك، لكن في النهاية، ولكبر حجم أعمال ليمان براذرز ومكانته في قلب النظام المالي المتشابك، انتقلت العدوى وتشارك العالم تكلفة الكارثة.

هذا يشبه إلى حد كبير ما حدث صباح اليوم، عندما تسببت شركة كراود سترايك- CrowdStrike، في اضطراب عالمي واسع النطاق، والذي أعطى لمحة لما يمكن أن يكون عليه سيناريو الانهيار الكلي لشبكات الحواسيب والإنترنت وأنظمة المعلومات (وربما أسوأ من ذلك).

عادة، عندما تجتمع الثقة الشعور المفرط بالأمان والسيطرة مع المركزية الراسخة، تكون العواقب قاسية في حالات الإخفاق، فهكذا كان الحال خلال الأزمة المالية، وهو كذلك الآن في أزمة كراود سترايك، وربما سيكون على حاله إلى أن تقع كارثة أشد فتكًا.

كبيرة لكنها تفشل

– كراود سترايك الأمريكية هي ثاني أكبر مقدم خدمات أمن سيبراني في العالم )بعدما تضاعف سهمها خلال آخر 12 شهرًا)، وتستخدم أكثر من 29 ألف شركة منتجاتها لردع الهجمات السيبرانية.

أكبر شركات الأمن السيبراني في العالم

الشركة

البلد الأم

القيمة السوقية

(مليار دولار)

بالو ألتو نتوركس

(PANW)

الولايات المتحدة

107

كراود سترايك

(CRWD)

الولايات المتحدة

74

فورتينت

(FTNT)

الولايات المتحدة

44

زسكيلر

(ZS)

الولايات المتحدة

28

كلاودفلير

(NET)

الولايات المتحدة

26

القيم وفقًا لأسعار إغلاق الجمعة 19 يوليو

– الأمر المثير للسخرية، أنه في نهاية المطاف، كان تحديث برمجيات كراود سترايك هو السبب في هذه الفوضى العالمية، والتي ربما ما كانت لتنجح أقوى الهجمات السيبرانية وأحكمها تدبيرًا في إحداث هذا التأثير على هذا النطاق.

– كراود سترايك التي طرحت أسهمها في البورصة عام 2019، أجرت نحو 31 صفقة استحواذ واستثمار في كيانات أخرى ذات صلة، وتنمو أعمالها بشكل سريع للغاية.

– حقق سهم الشركة عائدًا يتجاوز 400% منذ طرحه في البورصة، وفي حين أن إيراداتها بالكاد تجاوزت 3 مليارات دولار في عام 2023 (مقارنة بـ500 مليون في 2020)، كان يأمل البعض أن تصل قيمتها السوقية قرب تريليون دولار بحلول 2030.

– حلت كراود سترايك في المرتبة الأولى بقائمة فورتشن لأفضل 50 شركة مدرجة في البورصة تتمتع بوضع موات للنمو في عام 2021، فيما صنفتها كاناليز للتحليل، كشركة رائدة للنمو بين شركات الأمن السيبراني في 2023.

– تصنف كاناليز، كراود سترايك باعتبارها الشركة الرائدة عالميًا في مبيعات منتجات الأمان للنقاط الطرفية (والتي تعد أمرًا حيويًا لحماية أمن الشركات والمؤسسات وحتى الحواسيب الشخصية والخوادم وأجهزة التوجيه)، بحصة سوقية بلغت 18.5% في منتصف عام 2023.

أكبر عطل في التاريخ: كيف تأثر العالم

– من أستراليا مرورًا باليابان ثم المملكة المتحدة ووصولًا إلى أقصى الساحل الغربي للولايات المتحدة، تفاجأ مستخدمو أنظمة ويندوز التابعة لشركة مايكروسوفت بتعطل حواسيبهم (كما تعطلت الخوادم) ولم يتمكنوا من تشغيلها اليوم، إذ تشير التقديرات الأولية إلى تعطل ملايين الأجهزة حول العالم.

– تسبب ذلك في تعطل أعمال البنوك والرعاية الصحية وحركة الطيران وشبكات التلفزيون والسلاسل التجارية والقطارات والفنادق وغيرها من الأعمال والأنشطة الاقتصادية، في ما بات يعرف الآن بأنه أكبر عطل تقني لأنظمة تكنولوجيا المعلومات في التاريخ.

– طلبت الشركة من العملاء بعد فترة من العمل على معالجة الخلل، إعادة تشغيل النظام يدويًا، وقالت إنه قد يكون من الضروري للبعض تنفيذ هذا الإجراء 15 مرة قبل استجابة النظام، مضيفة أن بعض الأنظمة ستعود للعمل خلال ساعات والبعض الآخر سيستغرق وقتًا أطول.

– تسبب العطل في تأخر بدء التداولات في بورصة لندن بنحو 20 دقيقة، مع اضطراب خدمة أخبار السوق التابعة لها، في حين لم تتأثر الأسواق المالية الأخرى في أوروبا والولايات المتحدة وآسيا.

– مع ذلك، تعطلت عمليات التداول لدى العديد من شركات الوساطة والبنوك مثل جيه بي مورجان وتشارلز شواب، وواجهت المطارات حول العالم أعطالًا تقنية وتأخرت الرحلات الجوية، وأصدرت شركات الطيران الأمريكية أوامر بعدم تحليق الطائرات.

مركزية أمريكية مفرطة

– من بين كل الشركات التي تستخدم أنظمتها، كان اعتماد مايكروسوفت على كراود سترايك، هو سبب تفشي العدوى بهذه السرعة، نظرًا للانتشار الهائل لنظام ويندوز، خاصة أن الاضطراب جاء بعد ساعات من عطل بخدمات الحوسبة السحابية آزور.

– مايكروسوفت هي ثاني أكبر شركة في العالم من حيث القيمة السوقية بأكثر من 3 تريليونات دولار، وتولد إيرادات تتجاوز 200 مليار دولار سنويًا، بفضل مبيعات البرمجيات وخدمات الحوسبة السحابية (ولدت وحدها 80 مليار دولار في آخر سنة) وغيرها.

– لكن الأهم من ذلك هو اعتماد تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي على بُناها التحتية للحوسبة، وهو أمر ربما يشكل خطرًا أكبر في المستقبل حال تسبب عطل أو اختراق في أزمة مشابهة لكن بأنظمة التحكم في الذكاء الاصطناعي.

– لفهم مدى الخطورة التي يشكلها تعطل أو اختراق ويندوز، يمكن النظر على الحصص السوقية:

أنظمة تشغيل الحواسيب الأكثر شعبية في العالم

النظام

الشركة المالكة

البلد الأم

الحصة السوقية العالمية

(%)

ويندوز

مايكروسوفت

الولايات المتحدة

72

ماك أو إس

آبل

الولايات المتحدة

15

لِينُكس

نظام مفتوح المصدر

4

كروم أو إس

جوجل

الولايات المتحدة

2

أخرى/ غير معروفة

6

وفقًا للبيانات (المقربة) المتاحة حتى فبراير 2024

– أطلقت مايكروسوفت منصة آزور كمصدر مفتوح للحوسبة السحابية في عام 2010، ونمت حصتها منذ ذلك الحين بثبات، حيث تستحوذ على نحو 24% من السوق العالمي، وهناك 350 ألف شركة تستعين بخدماتها، وتعتمد 95% من الشركات المدرجة بقائمة فورتشن 500 عليها.

– تسيطر الولايات المتحدة على سوق الأمن السيبراني بشكل مطلق، حيث بلغت حصة شركاتها من إيراداته 72 مليار دولار في 2023، تليها الصين بنحو 14 مليار دولار، ثم المملكة المتحدة بمقدار 10 مليارات دولار، والأمر كذلك بالنسبة لسوق الحوسبة.

الشركات المهيمنة على سوق الحوسبة السحابية العالمي بنهاية 2023

الشركة

البلد الأم

حصتها من السوق (%)

أمازون ويب سيرفسيز

الولايات المتحدة

31

آزور

الولايات المتحدة

24

جوجل كلاود

الولايات المتحدة

11

علي بابا كلاود

الصين

4

سيلزفورس

الولايات المتحدة

3

آي بي إم كلاود

الولايات المتحدة

2

أوراكل

الولايات المتحدة

2

تنسنت

الصين

2

اّخرون

دول مختلفة

21

– اعتماد العالم المفرط على أمريكا لتشغيل أنظمته التقنية (كما هو الحال في النظام المالي) يعني أنه عندما تعطس الولايات المتحدة سيشعر العالم أجمع بالبرد، لكن في حين أنها تستطيع أحيانًا منع العدوى المالية، فقد لا يسعها الوقت لذلك مع التكنولوجيا.

– تخيل لو أن أزمة مماثلة (سواء بقصد أو دون قصد) وقعت مستقبلًا في قلب أنظمة الذكاء الاصطناعي الأكثر تقدمًا، هل سيكون مجرد عطل مؤقت مع بضعة مليارات من الخسائر، أم إعادة حية لقصة يوم الحساب من سلسلة أفلام المدمر.


شاشات زرقاء تعلن وفاة اكلينيكية أجهزة الكمبيوتر، مطارات مزدحمة بآلاف الأشخاص المترقبين لمصير رحلاتهم، شبكات أخبار توقفت عن بث خدماتها، هذه كانت بعض مشاهد يوم الجمعة الماضي بعد أن شهد العالم أكبر أزمة تقنية حدثت في التاريخ.

الأمر لم يقتصر على شبكات الأخبار وشركات الطيران، بل امتد ليشمل الكثير من القطاعات إذ تعطلت أيضا الخدمات المالية وعيادات الأطباء، في مشهد كان أقرب لأحد أفلام الخيال العلمي، وكل ذلك بسبب تحديث برمجيات كراود سترايك.

ورغم محاولات شركة الأمن السيبراني الأمريكية إصلاح ما فسد جراء الأزمة الأخيرة، إلا أن العديد من المراقبين للمشهد يتوقعون عدم اقتصار الأمر عند حد الخلل الذي ضرب نحو 8.5 مليون جهاز كمبيوتر.

وقال جورج كورتز، الرئيس التنفيذي لشركة كراود سترايك الأمريكية حينها، إن شركته تعمل بنشاط مع العملاء المتأثرين بالخلل الموجود في تحديث محتوى واحد متعلق بنظام التشغيل ويندوز، مشددًا على أن مستخدمي نظامي التشغيل ماك ولينكس لم يتأثروا.

استمرار آثار الأزمة

ورغم مرور عدة أيام على الأزمة فإن هناك شركات مثل شركة دلتا إيرلاينز لم تتعاف من مشكلة الجمعة الماضية، مما أدى إلى تقطع السبل بعشرات الآلاف من الركاب.

وألغت شركة دلتا أكثر من 5500 رحلة جوية منذ بدء الانقطاع في وقت مبكر من صباح الجمعة، بما في ذلك ما لا يقل عن 700 رحلة ألغيت أمس الاثنين، وفقاً لشركة سيريوم لبيانات الطيران.

وشكلت شركة دلتا وفروعها الإقليمية حوالي ثلثي جميع عمليات الإلغاء في جميع أنحاء العالم يوم الاثنين، بما في ذلك جميع عمليات الإلغاء في الولايات المتحدة تقريباً.

وكانت شركة يونايتد إيرلاينز هي ثاني أسوأ شركة من حيث الأداء في قطاع الطيران منذ بداية الانقطاع، حيث ألغت ما يقرب من 1500 رحلة، ومع ذلك، ألغت يونايتد 17 رحلة جوية فقط أمس الاثنين.

وقال جون جرانت، كبير المحللين في مزود بيانات السفر أو إيه جي، في إحدى المدونات: إن تأثير انقطاع كراود سترايك سيستمر لبضعة أيام أخرى، وسيبقى في أذهان المسافرين الذين ألغوا عطلاتهم لفترة أطول.

وكان قطاع الطيران الضحية الأكثر وضوحاً للمشاكل التقنية العالمية الناجمة عن التحديث الخاطئ لبرنامج كراود سترايك للأمن السيبراني.

وقالت مايكروسوفت إن الخلل أثر على 8.5 مليون جهاز، فيما تذكر الشركة أنها تعمل على إصلاح تلك المشكلة، لكن الخبراء يقولون إن الأمر قد يستغرق أياماً أو حتى أسابيع لإصلاح كل جهاز كمبيوتر تأثر بالأزمة.

الأزمة قد تزيد الهجمات السيبرانية

وبعد وقوع الأزمة أطلق العديد من المتخصصين في مجال الأمن السيبراني صيحة تحذير من أن مجرمي الإنترنت قد استغلوا بالفعل الفوضى الناجمة عن الانقطاع التكنولوجي العالمي الضخم يوم الجمعة من خلال الترويج لمواقع الويب المزيفة المليئة بالبرامج الضارة المصممة لاختراق أجهزة الضحايا.

وقال خبراء أمنيين إن المتسللين دشنوا مواقع ويب زائفة تستهدف جذب الأشخاص الذين يبحثون عن معلومات أو حلول للمشكلة التي واجهها العالم يوم الجمعة، ولكنها في الواقع مصممة لجمع معلومات الزوار أو اختراق أجهزتهم.

وتستخدم المواقع الاحتيالية أسماء النطاقات التي تتضمن كلمات رئيسية مثل كراود سترايك أو الشاشة الزرقاء، وهي الشاشة التي عرضتها أجهزة الكمبيوتر المتأثرة بخلل كراود سترايك عند تشغيلها.

وحاولت بعض المواقع الاحتيالية جذب الضحايا من خلال الوعد بحل سريع لمشكلة الخلل التقني.

وفي نشرة حول الانقطاع، قالت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية إنها شهدت جهات فاعلة محل تهديد تستغل هذا الحادث للتصيد الاحتيالي والأنشطة الضارة الأخرى.

وقالت النشرة الصادرة عن وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية التابعة للوزارة: ابقوا يقظين واتبعوا التعليمات من المصادر المشروعة فقط.

كما أصدرت كراود سترايك إرشاداتها الخاصة بشأن ما يمكن أن تفعله المنظمات المتضررة استجابةً لهذه المشكلة.

وقال كين وايت، الباحث الأمني ​​المستقل المتخصص في أمن الشبكات، في مقابلة مع شبكة سي إن إن المجرمون لا يكلون في مساعيهم الإبداعية الاحتيالية لاستغلال الفئات الأكثر ضعفاً.

الجدل حول نظام ويندوز يعود للواجهة

بحسب تصريحات جورج كورتز، الرئيس التنفيذي لشركة كراود سترايك فإن العملاء من مستخدمي نظامي التشغيل ماك ولينكس لم يتأثروا بتلك الأزمة، الأمر الذي أثار الشكوك حول مدة كفاءة ويندوز على مواجهة تلك النوعية من المشاكل في مقابل الأنظمة التشغيلية الأخرى.

ويعمل ويندوز على تشغيل أكثر من 1.4 مليار جهاز كمبيوتر، الأمر الذي يجعله نظام التشغيل المكتبي الأكثر شعبية على الإطلاق، وهو يدعم معظم الأجهزة والبرامج الموجودة في أي نظام تشغيل.

حصة نظم التشغيل في سوق العالمية (فبراير 2024)

نظام التشغيل

الحصة السوقية

ويندوز

%68.32

ماك أو إس

%14.6

أندرويد

%2.37

لينكس

%3.82

وشهد نظام ويندوز على مر السنين بعض التعثر إلا أن الإصدارات الأخيرة منه سعت لتلافي مشكلات الماضي، ولكن هناك إجماع على أن ويندوز 10 كان ناجحاً، وأكثر استقراراً وقابلية للاستخدام من الإصدارات السابقة.

وعلى الرغم من أن الإصدار الحالي لنظام التشغيل ويندوز أصبح أكثر أماناً واستقراراً مما كان عليه في الماضي، إلا أنه يظل غير مساوي لكفاءة نظام التشغيل ماك أو لينكس فيما يتعلق بمعايير الأمن والاستقرار.

يأتي هذا في وقت يعرف فيه نظام تشغيل أبل لأجهزة الكمبيوتر المكتبية بأنه مصقول وموثوق، إلا أن هناك عيب رئيسي وهو إذا كنت ستستخدم نظام التشغيل ماك، فإن اختيارك لأجهزة الكمبيوتر يقتصر على تلك التي يبيعها بائع واحد هو أبل نفسها، لكن النظام يتمتع بسمعة ممتازة فيما يتعلق بالأمان.

نظام التشغيل لينكس

قد لا يكون نظام التشغيل لينكس يتمتع بنفس قدر شهرة ويندوز، لكن أهم ما يميز لينكس عن جميع أنظمة التشغيل الأخرى أنه مجاني تماماً ومفتوح المصدر، وليس تطبيقا منتجاً من قبل شركة تكنولوجيا ضخمة لها دوافع ربحية.

ويتمتع لينكس أيضا بميزة أخرى وهي القدرة على تشغيله على أي جهاز يمكنه تشغيل الويندوز كما أن هناك نسخ منه يمكن تشغيلها بجانب نظام الويندوز فيما يعرف بعملية الإقلاع المزدوج.

لكن يظل العيب الأساسي في لينكس أنه يتطلب قدراً أكبر من الخبرة التقنية مقارنة بنظم التشغيل الأخرى، إضافة إلى أنه لا يمكنك الحصول على بعض التطبيقات الرئيسية، مثل الفوتوشوب ومايكروسوفت أوفيس.

ميزة أخرى يتمتع بيها لينكس وهو كونه نظام تشغيل آمن ومستقر، وهي السبب وراء اختيار النظام لعدد كبير جداً من الخوادم التي تتطلب مستوى عالٍ من وقت التشغيل، ووسائل حماية قوية.


في خضم أزمة كراود سترايك التي شلت العالم جزئيًا يوم الجمعة، بسبب خطأ في تحديث للبرنامج الأمني الخاص بشركة المنتجات السيبرانية، كان الجميع منشغلًا بمعرفة السبب وراء هذا الشلل التقني ونطاقه وإلى متى سيستمر.

 

الآن، وبعد أيام من وقوعه، أصبحت إجابات هذه الأسئلة أكثر وضوحًا للجميع، ما ينقل جميع الأطراف الآن إلى أسئلة أكثر أهمية مثل؛ كم تبلغ خسائر هذه الكارثة ومن يتحمل هذا العبء

 

هذا الخلل الواسع النطاق أدى إلى تعطل أعمال مختلف القطاعات في أستراليا وأوروبا وأمريكا الشمالية، ما ترتب عليه خسائر واسعة للشركات حول العالم، وقد يصب في صالح كراود سترايك أن قطاع التأمين ربما يتحمل جزءًا من الأعباء.

 

 

 

كم يبلغ حجم الخسائر

 

 صرح مسؤول تنفيذي في شركة مارش، أكبر شركة وساطة تأمين في العالم، لوكالة بلومبرج الجمعة (يوم وقوع العطل) بأن أكثر من 75 عميلاً استعدوا لتقديم مطالبات في أعقاب العطل السيبراني.

 فيما صرح متحدثان باسم شركتي التأمين السيبراني الرئيسيتين أكسا- AXA وميونيخ ري- Munich Re يوم الإثنين، بأنه لا يزال من السابق لأوانه حساب التأثير الكامل للاضطراب الذي حدث يوم الجمعة.

 

 قالت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني الإثنين، إن صناعة التأمين وإعادة التأمين العالمية من المرجح أن تتجنب أي تأثير مالي كبير لهذه الأزمة، مضيفة أن التقديرات الأولية تشير إلى خسائر مؤمن عليها تتراوح بين 5 مليارات و9 مليارات دولار.

 

 مع ذلك، قال نير بيري الرئيس التنفيذي لمنصة سايبر رايت- Cyberwrite للتأمين ضد مخاطر الإنترنت، إن الأضرار الاقتصادية الناجمة عن العطل قد تصل إلى عشرات المليارات من الدولارات.

 

 تأكيدًا لذلك، ذكرت صحيفة فايننشال تايمز نقلًا عن عدد من كبار التنفيذيين في قطاع التأمين العالمي، أن خسائر القطاع المرتبطة بالعطل التقني الأخير قد تصل إلى مليارات الدولارات.

 

 مع ذلك، ترى فيتش وعدد من مقدمي خدمات التأمين، أنه من المبكر حساب التكلفة النهائية لاضطراب يوم الجمعة، وعمومًا، فإن مسألة حساب المخاطر السيبرانية لا تزال تمثل صعوبة بالنسبة لصناعة التأمين.

 

ماذا يعني ذلك لـ كراود سترايك

 

 في الحقيقة تدين كراود سترايك للعملاء فقط باسترداد رسوم الاشتراك الخاصة بهم (في برامجها)، وليس من الضروري تغطية الأموال التي خسرتها الشركات بسبب العطل، وفقًا لشروط التعاقد، وعليه تلجأ الشركات بشكل متزايد إلى قطاع التأمين لتغطية خسائرها.

 

 علقت إليزابيث بورجين والر، الخبيرة القانونية في مجال الأمن السيبراني: هذا يعني أن المستخدمين المتضررين الذين وافقوا على شروط استخدام برامج ’كراود سترايك‘ لا يمكنهم توقع أكثر من استرداد مدفوعاتهم، بغض النظر عن مدى الخسائر التي تعرضوا لها.

 

 تغطي اتفاقات التأمين السيبراني القياسية وقت تعطل العمل السحابي بسبب الفشل الأمني ​​أو التشغيلي أو فشل النظام في العمليات الخاصة بالمؤمن له، وعادةً لا تغطي أعطال الأحداث السيبرانية غير الضارة في مزود خدمة الشبكة التابع لجهة خارجية.

 

 في حين اعتذرت كراود سترايك عن العطل العالمي، إلا أنها لم تذكر ما إذا كانت تنوي تقديم تعويضات للعملاء المتضررين أم لا، وتجاهلت أسئلة الصحافة حول هذا الأمر، وحال عدم تدخل التأمين فإن هذا ربما يدفع نحو إجراءات تقاضٍ.

 

 قال دان آيفز، محلل التكنولوجيا في ويدبوش تكنولوجيز للخدمات المالية: إذا كنت محاميًا للشركة فمن المحتمل أنك لن تستمتع ببقية الصيف، في إشارة إلى التحديات القانونية التي ستواجه كراود سترايك نتيجة الأزمة، مضيفًا أن الشركة تعرضت لضربة كبيرة في علامتها التجارية.

 

 

 دعت لجنة الأمن الداخلي في مجلس النواب الأمريكي الرئيس التنفيذي للشركة جورج كورتز للإدلاء بشهادته بشأن التحديث البرمجي المعيب الذي تسبب في العطل العالمي، وطلبت من كراود سترايك تحديد موعد على الفور.

 

 في أستراليا التي كانت أول المتضررين من الأزمة، قدر قادة أعمال حجم خسائرهم الإجمالي بعدة مليارات من الدولارات، وقالوا إنه من غير الواضح بعد إذا كانوا سيطلبون تعويضًا من كراود سترايك أو شركات التأمين، أم ستدخل الحكومة.

هل تفلس الشركة

 

 الإجابة السريعة المختصرة هي لا، وبحسب مؤشر الإفلاس لشركة ماكرو أكسيس- Macroaxis للتحليلات والذي يقيس احتمال أن تتعرض الشركة لضائقة مالية خلال 24 شهرًا قادمًا، فإن احتمالية إفلاس كراود سترايك تبلغ 4% فقط.

 

 لكن بمرور الوقت ومع انطلاق دعاوى قضائية ضد الشركة وربما تحركات تنظيمية في أوروبا والولايات المتحدة، فمن المحتمل أن تتكبد الشركة مليارات أخرى من الغرامات والرسوم القانونية والإيرادات المفقودة، والتي من غير الواضح إذا كانت قادرة على الوفاء بها.

 

 إن نطاق وحجم العطل يعني أنه إذا رُفعت أي دعاوى جماعية في نهاية المطاف، فقد تصبح واحدة من أكبر إجراءات التقاضي في العالم وتستمر لسنوات عديدة، فيما ستراقب شركات التأمين عن كثب لمعرفة ما ينبغي عليها تغطيته فقط.

 

 

 انخفض سهم كراود سترايك من 338 دولارًا عند إغلاق الخميس إلى 273 دولارًا اليوم (20% تقريبًا)، ليعمق خسائر القيمة السوقية للشركة منذ بداية هذا الشهر إلى الثلث عند 64 مليار دولار الثلاثاء.

 

 مع ذلك، قد يفسر المستثمرون هذا الانخفاض المحدود نسبيًا مقارنة بحجم الأزمة، بأنه إشارة على أن شركة الأمن السيبراني المفضلة في وول ستريت، ستكون قادرة على إنقاذ سمعتها، والأهم من ذلك، أنها لن تكون في مأزق للحصول على تعويض.

 

 يرجع ذلك إلى صعوبة تحديد حجم الخسائر التي تحملتها الشركات أو الأفراد، والقدرة على ربط هذه الخسائر بالعطل الفني، كما يتوقع بعض المحللين ممن يصفون الشركة بأنها أكبر من أن يُسمح لها بالفشل أن تكون مشاركة قطاع التأمين فعالة في تغطية المطالبات.

 

نطاق هائل للأضرار

 

– وفقًا لشركة التحليلات ودراسة مخاطر سلسلة التوريد إنتروس- Interos، أثر الخلل على نحو 675 ألف شركة من العملاء لدى كراود سترايك ومايكروسوفت بشكل مباشر، وعلى أكثر من 49 مليون عميل بشكل غير مباشر.

 

 كانت الولايات المتحدة الأكثر تضررًا، حيث تركزت 41% من إجمالي الكيانات المتضررة عالميًا في أمريكا، ونحو 28% منها في أكبر اقتصادات أوروبا، وكان الاضطراب محسوسًا أيضًا في الموانئ الرئيسية ومراكز الشحن الجوي في أوروبا وآسيا.

 

 

 

 كان قطاع الشحن الجوي هو الأكثر تضررًا عالميًا بحسب إنتروس، حيث أوقفت العديد من شركات الطيران العالمية رحلاتها، وألغيت آلاف الرحلات في أوروبا وآسيا وأمريكا الشمالية، ويواجه نظام الشحن الجوي المعقد فترة تعافٍ قد تستمر لأيام أو أسابيع.

 تستخدم 82% من هيئات ووكالات حكومات الولايات في أمريكا برامج كراود سترايك في أنظمتها، فيما تستعين 48% من إدارات أكبر المدن الأمريكية بتطبيقات الشركة، ما يعني أن حكومة البلاد كانت في قلب الأزمة الأخيرة.