جان-لوك غودار، عراب موجة سينمائية في فرنسا.. موجه مضخمة بتاريخ السينما لكن خرج منها افلام جيدة لممتازة.. اخرج فوق مئة فيلم ما تقدر تشاهد منها الا كم فيلم.. شاهدت له Vivre sa vie و
Breathless بالفايت شاهدت له عصبة الغرباء.. جيد تآخرت بمشاهدته.. مخرج جريئ لكن الجراءة لا تصنع فيلم جيد.. ابشاهد له كم فيلم.. المنشور جزئين صورة مراجعة لسينمائي تعذر لصقها كنص مكتوب و هذا نمط غالبية المراجعات السينمائية حشو مفردات لا تستخدم باللغة الدارجة و تضخيم العناوين و الدمج الغير منطقي.. وجدتها بملفاتي كنت اجلت قرائتها.. مع نبذة تعريفية للمخرج..
جان لوك غودار Jean-Luc Godard؛ ولد في 30 ديسمبر 1930 هو مخرج أفلام فرنسي وأحد أبرز أعضاء حركة الموجة الجديدة السينمائية.
ولد غودار في باريس لأبوين سويسريين-فرنسيين، درس في جامعة سوربون في باريس. أثناء دراسته في السورون انضم إلى مجموعة هواة سينما فرنسيين ضمت فرنسوا تريفو، جاك ريفيت وإريك رومير. حين أسس أندريه بازين مجلته السينمائية المؤثرة Cahiers du cinéma كراسات السينما كان من كتابها الأوائل.
العديد من أفلام غودار تتحدى الأعراف السينمائية المتبعة في هوليوود أو في السينما الفرنسية في تلك الفترة. يعتبره البعض أشد صانعي أفلام الموجة الجديدة تطرفا. تعبر أفلامه عن آرائه السياسية ومعرفته بتاريخ السينما وكثيرا ما يستعين بأفلامه بالفلسفتين الوجودية والماركسية.
بداياته
بدأت علاقة غودار بالسينما عن طريق حقل النقد. أسس أسوة بإريك رومر وريفيتا المجلة السينمائية Gazette du cinéma مجلة السينما التي صدر منها خمسة أعداد في الخمسينات. عندما أسس أندريه بازين المجلة النقدية Cahiers du cinéma كراسات السينما عام 1951، كان غودار، ريفيتا ورومر من أوائل كتابها. ومثل العديد من كتاب Cahiers du cinéma قام غودار ببعض المحاولات السينمائية قبل عام 1960.
قام غودار، أثناء شغله عامل بناء في سد عام 1953 بتصوير فيلم وثائقي حول عملية البناء بعنوان العملية باطون Opération béton 1955. وبينما كان يعمل في مجلة كراسات السينما أنجز Une femme coquette عن امرأة غانج فيلم قصير من 10 دقائق؛ Tous les garçons s’appellent Patrick 1957 فيلم قصير آخر؛ وne histoire d’eau 1958 الذي كان بغالبيته مكون من مقاطع غير مستخدمة صورها تريفو. عام 1958 قام بفيلمه القصير الاخير، Charlotte et son Jules شارلوت وابنها جول، الذي حاز بفضله على شهرة. كان الفيلم تحية لجان كوكتو.
استمر غودار بكتابته النقدية وأصبح أحد أهم مؤيدي الموجة الجديدة.
بعد مشاهدته فيلم أورسون ويلز Touch of Evil قرر عمل فيلمه الطويل الأول À bout de souffle حتى انقطاع النفس، 1960 بطولة جان بول بلموندو وجين سيبرغ. حاز الفيلم على إعجاب النقاد والجمهور في فرنسا في شتى أنحاء العالم وقد عبّر عن أسلوب الموجة الجديدة، وحوى العديد من الإشارات إلى عناصر من الأفلام الأمريكية. وظف الفيلم العديد من التقنيات المستحدثة في المونتاج. نجاحه التالي كان Vivre sa vie لتحي حياتها، 1962. في السنة التالية أخرج Les Carabiniers عائلة كرابنيير، تحية للمخرج الفرنسي جان فيجو.
غودار والسياسة
العديد من أفلام غودار كانت ذات طابع سياسي. أحد أفلامه المبكرة Le Petit Soldat الجندي الصغير كان عن حرب التحرير الجزائرية حاول فيه التعبير عن الواقع المركب دون التحيز لرأي ايديولوجي معين. في الستينات بدأ يدمج السياسة في أفلام مثل Alphaville وبيير المجنون، الذان عبرا عن الاغتراب. ثم بدأ يميل للرسالة السياسية الواضحة في أفلامه مثلا Masculin, féminin رجولي أنثوي، 1966 وفي Made in U.S.A صنع في الولايات المتحدة، 1966. عام 1967 أخرج La Chinoise الصينية وتزوج النجمة آن فيازمسكي أثناء تصويره.
خلال نهاية الستينات بدأ غودار بالاهتمام بالأيديولوجية الماوية. أقام مجموعة السينمائيين الاشتراكية Dziga-Vertov مع جان بيير غورين وأنتج أفلاما قصيرة عبرت عن وجهة نظره السياسية. في هذه الفترة سافر كثيرا وصور العديد من الفيلم، بعضهم لم يكتمل ولم يعرض. فيلمه المناوئ لثقافة الاستهلاك Week End نهاية الأسبوع عرض عام 1967. أصبحت أفلامه سياسية وتجريبية، وبقيت أفلامه كذلك حتى عام 1980.
أفلامه المتأخرة
عاد غودار لعمل أفلام أكثر تقليدية في Sauve qui peut كل لنفسه، 1980، الفيلم الأول من سلسلة أفلام عادية نسبيا ذات عناصر من السيرة الذاتية. مع ذلك أحد أفلامه Marie, Je vous salue مريم، أنا أحييك أثار جدلا وقد أدانته الكنيسة الكاثوليكية مدعية احتواءه هرطقة. فيلم الملك لير 1987 انتقد وليم شكسبير ولغته.
أفلامه التالية تميزت بالاهتمام بالعنصر الجمالي
من أقواله
ليس هنالك أية جدوى من أن تملك صورة واضحة وحادة جداً، لكن فكرة مهزوزة.
يجب أن تحتوي القصة على بداية، ووسط، ونهاية، لكن ليس من الضرورة بذلك الترتيب.
كل ما تحتاجه لصناعة فيلم هو مرأة ومسدس.
أنت لا تصنع فيلماً، الفيلم هو الذي يصنعك.
السينما هي أجمل خدعة في العالم.
بالنسبة لي التفكير في الأفلام وصناعتها هو الشيء ذاته.
لا أعتقد أنه يجب عليك الشعور تجاه الفيلم، يجب أن تشعر تجاه المرأة، ليس الفيلم. الفيلم لا يمكنك تقبيله!
التصوير الفوتوغرافي هو الحقيقة، السينما هي الحقيقة أربعة وعشرون مرة في الثانية.
لمع نجم غودار بإخراجه فيلم منقطع الأنفاس ، والذي بدأ من خلاله إخراج سلسلة أعمال فنية شهيرة أعادت كتابة قواعد الفيلم السينمائي.
أسهمت أعماله في تجديد شكل الأعمال السينمائية على نحو اتسم بالجرأة، كما أثر أسلوبه على مخرجين آخرين من كوينتين تارانتينو إلى مارتن سكورسيزي.
وأخرج غودار مجموعة ثرية من الأفلام المؤثرة في ستينيات القرن الماضي من بينها الازدراء و عصبة الغرباء و ألفافيل .
وبدأ غودار مشواره الفني كناقد سينمائي قبل أن يخطو خلف الكاميرا ويخرج فيلم منقطع الأنفاس الجديد في أسلوبه والمثير في ذات الوقت، والذي تألق فيه بطلا الفيلم، جان سيبرغ وجان بول بيلموندو، بطريقة جديدة غير معتادة، مع تحرك الكاميرا باستمرار، وكان المونتاج سريعا وجريئا، وسيناريو الفيلم شبه مرتجل.
وصرح المخرج في إحدى المرات واصفا الفيلم بأنه يتميز بكل ما صنعته السينما، فتيات وعصابات وسيارات، أبرز الفيلم كل هذا ووضع حدا نهائيا للأسلوب القديم .
أخرج غودار بعدها فيلم الجندي الصغير ، على الرغم من حظر الفيلم حتى عام 1963 بسبب تصويره للتعذيب كعقوبة تفرضها الحكومة.
ضم فريق عمله عارضة الأزياء الدنماركية، آنا كارينا، التي تزوجها غودار عام 1961، واستمرت تظهر في أعماله في سلسلة من أكثر أفلامه نجاحا.
لعبت آنا كارينا دور راقصة في ملهى ليلي تريد إنجاب طفل في فيلم المرأة هي المرأة عام 1961، كما لعبت دور عاهرة باريسية شابة في فيلم حياتي التي سأعيشها عام 1962، فضلا عن دور عضوة في عصابة في فيلم عصابة الغرباء عام 1965.
ومن فرط تأثره بالفيلم أطلق المخرج تارانتينو على شركة الإنتاج الخاصة به اسم عصابة غرباء ، في إشارة إلى العنوان الفرنسي للفيلم، وقال مرة إن غودار كان مؤثرا جدا بالنسبة له كمخرج.
وأضاف: غودار هو من علمني المتعة والحرية وفرحة كسر القواعد … أعتبر غودار هو السينما مثل بوب ديلان في مجال الموسيقى .
أخرج جان-لوك غودار فيلم الازدراء بطولة النجمة بريجيت باردو عام 1963
ووصف المخرج سكورسيزي فيلم الازدراء الذي أخرجه غودار عام 1963، وبطولة بريجيت باردو، بأنه واحد من عشرة أفلام مفضلة له.
وكتب في عام 2014 أنه أحد أكثر الأفلام إثارة في عصره ، وأن غودار كان أعظم فناني السينما المعاصرين .
مزجت قصص غودار أيضا الزمان والمكان، الأمر الذي أدى إلى تغيير فكرة السرد الثابت في العمل الفني، وقال مرة: لابد أن تتكون القصة من بداية ووسط ونهاية، ولكن ليس بالضرورة بهذا الترتيب .
أخرج غودار ما يربو على 100 فيلم، أحدثها في عام 2018، على الرغم من اعتقاد البعض أن غودار أصبح غامضا بشكل متعمد مع استمرار مسيرته المهنية.
حصل المخرج الفرنسي على جائزة أوسكار الفخرية عام 2011 عن مجمل مسيرته الفنية، تحمل إهداء يقول من أجل الشغف، من أجل المواجهة، من أجل نوع جديد من السينما .
وقال وزير الثقافة الفرنسي السابق، جاك لانغ، في تصريح لوكالة رويترز للأنباء: ملأ غودار السينما بالشعر والفلسفة. بصيرته الحادة والفريدة جعلتنا نرى ما نعجز عن رؤيته .
وكان من بين الذين كتبوا كلمة لتكريم المخرج الفرنسي، الممثل أنطونيو بانديراس الذي كتب: أشكرك مسيو غودار لتوسيع آفاق السينما .
وكتب إدغار رايت، مخرج فيلم السائق بيبي يقول: أرقد في سلام جان-لوك غودار، أحد أكثر صانعي الأفلام تأثيرا ورمزية .
وأضاف: من المفارقة أنه هو نفسه كان يشيد بنظام صناعة الأفلام في استديو هوليوود، لأنه ربما لا يوجد مخرج آخر ألهم هذا العدد الكبير من الناس لالتقاط الكاميرا والبدء في التصوير .
حياتي لأعيشها
أعر نفسك للآخرين , لكن أعط نفسك لنفسك.
يفتتح الفيلم مناخ التساؤل بهذه العبارة المقتبسة عن مونتين، يضعنا غودار بها مباشرة في مواجهة ثنائية الآنا والآخر . الروح الجسد بهدف إعادة تفكيك هذبن المفردتين و مناقشة دلالتهما عبر سياق فيلم شائك مؤلف من اثناعشر قطعة سينمائية، تمثل كل قطعة عملا فنيا جادا لدرجة الإرباك. كما تبقى مفتوحة دائما على تأويلات جديدة، و مقاربات دلالية مختلفة.
ذلك أن جان لوك غودار يحفر في حقول معرفية مختلفة و متنوعة يصعب استقصاؤها في مادة واحدة.
إذ هو أحد المحاور المفصلية في تاريخ السينما من جهة , و من جهة أخرى يمكن الحديث عنه بوصفه فيلسوفا يمتلك الوقاحة الضرورية لاقتحام اللامفكر فيه و خلخلة الأسس التي تنبني عليها بديهيات كل فكر .
من بين جميع الموضوعات التي يطرحها غودار ثمة تساؤلين رئيسيين يحددان ملامح فلسفته، سؤال اللغة، ثم سؤال الحدث – الواقع، وذلك عبر تسليط الضوء على الأحداث المهمشة و المسكوت عنها في التاريخ .
سؤال اللغة يبدو حاضر في جميع أفلام غودار حتى أن فيلمه الأخير كان يحمل عنوان: وداعا لللغة.
فهذا المخرج ينتمي لجيل من مثقفي فرنسا أبرزهم ميشيل فوكو القائلين بأن اللغة أو الكلمات لا تمتلك الدرجة ذاتها من الوضوح و بأنها تستخدم في سياقات مختلفة و بدلالات متفارقة.
لماذا لابد للمرء أن يتكلم.
دائما يؤثر على حقيقة أننا لا نستطيع العيش بدون كلام .
لا تسألوا ما الذي جاء أولا الكلمات أم الأشياء.
لا أحد يعرف في الحقيقة اللغة، لا يعرفها تماما، على الأقل علينا التفكير، وللتفكير نحتاج اللغة . ما من طريقة أخرى للتعبير .
تتحول هنا اللغة إلى المشكلة الأساسية في أي مقاربة نقدية للثقافة أو للسلطة بمعناها الواسع باعتبار أن أي نظام ثقافي سياسي يسود أي مجتمع يستند لمجموعة نصوص، أي لغة، تتمكن عبرها المؤسسات مهما بدت أنها محايدة أن تمارس سلطة على الفرد ليس بالمعنى السياسي
فقط بل حتى بالمعنى الجسدي سجن، رغبات محاصرة، فرد يخضع لنظام صارم من المراقبة
يبدو فيها الفرد مغتربا عن ذاته في مشهد استجواب نانا أمام الشرطة تنهي حديثها بعبارة: أنا شخص آخر
لذا يبدأ التمرد على الفكر بخلخلة اللغة التي يبنى عليها أي خطاب باعتبار أن اللغة بهذه المقاربة تعني الفكر، ولأن للفرد دور هامشي في حياة المجتمع نجد أن شخصيات غودار في مجملها ضحايا لتفكيرها، وكأن الفكر يؤسس للموت، أشار غودار لذلك عدة مرات في الفيلم كقصة الفرسان الثلاثة التي يرويها الرجل الغريب في المقهى لآنا كارينا و التي تنتهي بموت البطل عند أول لحظة تفكير له .
أيضا نذكر أن نقطة تحول نانا آنا كارينا في الفيلم كانت وهي تشاهد فيلما سينمائية عن جان
دارك تلك القديسة التي ماتت حرقا بتهمة الهرطقة الفكر . ونانا ستواجه المصير ذاته حين تبدأ بالتفكير محاولة أن تحدد وجودها بصياغة مختلفة عما يريده الآخرون .
النقطة الأخرى التي يمكن الحديث عنها في سياق الفيلم نظرة غودار إلى الحدث وزمنه أو بمعنى آخر إلى التاريخ الذي يعني في مجمله مجموعة من الأحداث .
وهنا نلاحظ تأثير كبير لمجلة الحوليات الجديدة الفرنسية على غودار، فالتاريخ عند هذه المدرسة وبشكل خاصة كما ظهر في كتابات مارك بلوخ و لوسيان فيفر مؤسسي الحوليات الجديدة لم يعد اتصاليا يؤرخ للحقب الزمنية الطويلة أو الأحداث الكبرى كما في التاريخ التقليدي الذي يكاد يكون تاريخ ملوك وحروب و يتسم دائما بسمة سياسية أو عسكرية .
غودار أميل للحديث عن انفصالية الزمن التاريخي، ويركز على الجوانب المهمشة أو المسكوت عنها أثناء كتابة التاريخ .
من خلال قصة نانا في هذا الفيلم نستعرض الوضع الاجتماعي و السياسي و القانوني للعاهرات في عدة مراحل تاريخية و على أكثر من صعيد في الحياة الفرنسية، أي أن ما يحرك التاريخ عند غودار هذه التفاصيل الصغيرة التي تشكل الهامش أو المغيبة أو اللامفكر فيها، في حياة كل مجتمع.
يقول بول فاين : الحقل الحدثي ليس مجموعة من المواقع نزورها، وندعوها أحداثا، إن الحدث ليس كائنا أو مواضيع طبيعية، بل هو حصيلة اقتطاع حر نمارسه داخل الواقع، وبالتالي فإنها لا تتمتع بأي وحدة أصلية.
وهذا ما مارسه غودار عبر تحويل الهامش إلى حدث رئيسي، و بر خلخلة البنية التي يتركب منها الزمن أو الحدث السينمائي بداية , منتصف , نهاية بحيث يبدو أن الزمن مفككا، منفصلا، ومقطوعا بشكل مربك وربما فجا أشبه بصفعة نبحث من خلالها عن الرابطة التي تجمع بين الأحداث داخل الحيز الزمني وعن الدلالة العامة التي تنتهي بتشكليها لوحات غودار السينمائية .