عناوين المنشور: مراجعة كتاب اقتصاديات الأشياء الصغيرة – للمبتدئين .. ما الفرق بين الكساد والركود الاقتصادي – لأن الجهل يعطي ثقة .. متى يكون الحدس مفيدًا ومتى يؤدي لخسارة المستثمر في سوق الأسهم – هل التسوق عبر الإنترنت أرخص فعلاً – إذا هبطت الأسواق .. ما الذي يمكنك عمله لتفادي كبوتها – ريال مدريد يصبح أول نادٍ لكرة القدم تتجاوز إيراداته السنوية مليار يورو – أكاذيب تُقال لرواد الأعمال الطموحين – طرق تساعد المستثمر على زيادة ثقته بنفسه – كيف يكون التضخم خفياً في بعض الأحيان – لماذا يجب عليك تغيير نظرتك للفشل – ما هو اقتصاد المعرفة – مراجعة كتاب وهم التحكم: لماذا تحدث الأزمات المالية – للمبتدئين .. ما هي السياسة النقدية – امرأة زارت كل دول العالم .. وهذا ما قالته عن تجربتها
مراجعة كتاب اقتصاديات الأشياء الصغيرة
لماذا تقوم بعض الدول بتصدير أفضل أنواع منتجاتها، بدلاً من تركها للسكان المحليين، ولماذا يتردد البعض في الإقدام على التقاط آخر قطعة من البيتزا أو الكعك في التجمعات، وهل الخيارات العديدة أفضل بالنسبة للأفراد.
في كتابه اقتصاديات الأشياء الصغيرة الصادر عام 2020، يتناول سوديبتا سارانجي رئيس قسم الاقتصاد في جامعة فرجينيا للتكنولوجيا هذه الأسئلة وغيرها، ويجيب عنها بأسلوب بسيط يمكن أن يفهمه غير المتخصصين.
ومن خلال مثل تلك الأسئلة الجاذبة للانتباه، والتي قد تخطر على أذهان كثيرين، يزيل سارانجي الغموض عن النظريات الاقتصادية، ويقدم تفسيرات منطقية من الناحية الاقتصادية للسلوكيات اليومية المعتادة لكثير من الأشخاص، والتي تكون غير منطقية في كثير من الأحيان.
– من بين أكثر الحالات إثارة للاهتمام التي يناقشها سارانجي في كتابه، رفض السائقين لارتداء أحزمة الأمان.
– ويمكن تطبيق تفسيراته في هذه الحالة على حالات أخرى مثل رفض الأشخاص لارتداء أقنعة الوجه أثناء جائحة كوفيد-19.
– ولا يقدم سارانجي إجابات مباشرة على الأسئلة التي يطرحها، بل يصحب القارئ في رحلة عبر الحكايات أولاً.
– مثلما يحكي في أحد الفصول قصة إلقاء الشرطة القبض على مجموعة من اللصوص، والذين كانوا يسرقون الفرد اليسرى فقط من الأحذية المعروضة في واجهات المتاجر في السويد.
– ومن هذه الحكاية ينتقل سارانجي لشرح معنى مصطلح السلع التكميلية، وأهمية الاستثمار في القطاعات التكميلية بالنسبة للاقتصاد.
– ويقدم سارانجي أيضاً للقراء بعض الدروس القيمة خاصة بعد جائحة كورونا، من خلال الإجابة عن بعض الأسئلة.
– يتضمن ذلك: لماذا يمكن أن يكون إضافة صورة إلى السيرة الذاتية مفيداً بالنسبة للمرشح للوظيفة، وكيف يجعله ذلك يتميز في سوق عمل تنافسي، ولماذا يمكن أن يساعد دفع أجور أعلى للعمال من تلك الأجور المتاحة في السوق في تكبد أصحاب الشركات تكاليف أقل في النهاية.
– وبشكل عام يعد كتاب اقتصاديات الأشياء الصغيرة محاولة جريئة من سارانجي لتقديم الأمور والنظريات الاقتصادية، بدون جداول أو أرقام، فالخبير الاقتصادي لا يفوت فرصة لجذب انتباه قرائه عبر الحكايات والدعابة، مما يجعل الكتاب خياراً مثالياً لمن يريدون فهم القضايا الاقتصادية التي تمس الحياة اليومية دون تعقيدات.
للمبتدئين .. ما الفرق بين الكساد والركود الاقتصادي
التقلبات الاقتصادية هي فترات سيئة بالنسبة للجميع، فخلالها يشعر الأشخاص بالخوف والقلق من فقدان وظائفهم، وعدم القدرة على تحمل تكاليف المعيشة أو دفع الفواتير الأساسية، كما يخشى المستثمرون أيضاً خلالها من خسارة أموالهم.
وهناك مصطلحان في الاقتصاد قد يخلط الأشخاص بينهما هما الكساد والركود الاقتصادي، ومن أجل مساعدة الأشخاص على فهم التقلبات الاقتصادية والاستعداد لها بشكل أفضل، نستعرض في هذا التقرير الفرق بين الكساد والركود الاقتصادي.
ما هو الركود
يتم تعريف الركود الاقتصادي عادة بأنه انخفاض في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي لربعين سنويين على التوالي، بينما يعرفه المكتب الوطني للبحوث الاقتصادية الأمريكي على أنه تراجع كبير في النشاط الاقتصادي، يستمر لأكثر من بضعة أشهر.
ووفقاً للمكتب الوطني للبحوث الاقتصادية تشمل مؤشرات الركود الاقتصادي انخفاض الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي، وانخفاض الدخل الحقيقي، وارتفاع معدل البطالة، وتباطؤ الإنتاج الصناعي ومبيعات التجزئة، وقلة الإنفاق الاستهلاكي.
وقد شهد التاريخ نحو 50 حالة ركود اقتصادي، بداية من ذعر النحاس عام 1789 وحتى الأزمة المالية العالمية عام 2008، وكانت حالات الركود الاقتصادي شائعة جداً خلال القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين.
وشهدت الفترة بين عامي 1945 و2001 عشر حالات ركود فقط، وهو عدد أقل بكثير مما شهده العالم في فترات مماثلة فيما مضى، ويستشهد بعض الخبراء الاقتصاديين بذلك كدليل على أن الدورات الاقتصادية باتت أقل تقلباً.
ما هو الكساد
يُعرف الكساد الاقتصادي عادة بأنه تراجع حاد في النشاط الاقتصادي يستمر لعدة سنوات، فتعريف الكساد أقل وضوحاً من الركود.
ويختلف الخبراء الاقتصاديون في تحديد الفترة الزمنية التي يستغرقها الكساد الاقتصادي، فبعضهم يعتقد أن الكساد لا يمتد إلا خلال الفترة التي يتراجع فيها النشاط الاقتصادي، بينما يرى معظم الخبراء أن الكساد يمتد حتى الفترة التي يعود فيها النشاط الاقتصادي إلى مستويات قريبة من المستويات الطبيعية.
الفرق بين الركود والكساد
كل من فترات الركود والكساد لها مؤشرات وأسباب متشابهة، لكن الفرق بينهما يكمن في الشدة، والمدة، والتأثير الكلي على الاقتصاد.
ويمتد الكساد لعدة سنوات وليس شهوراً، ويشهد عادة ارتفاعاً في معدلات البطالة، وانخفاضاً كبيراً في الناتج المحلي الإجمالي، ويكون له تأثير كبير على الاقتصاد العالمي، على عكس الركود الذي يستمر لعدة أشهر، ويكون تأثيره مقتصراً على دولة واحدة في أحيان كثيرة.
ونظراً لأن الاقتصاديين ليس لديهم تعريف محدد للكساد، فإن معظم الناس يخلطون بينه وبين الركود، لكن في الولايات المتحدة الأمريكية كان هناك كساد واحد فقط، وهو الكساد العظيم في ثلاثينيات القرن الماضي، والذي استمر لمدة 10 سنوات.
أسباب الكساد العظيم
كان الكساد العظيم واحداً من أصعب فترات الانكماش الاقتصادي في التاريخ، وقد استمر من عام 1929 وحتى 1939، وبدأ في أمريكا كركود قبل أن يزداد ويتوسع ويصبح كساداً في جميع أنحاء العالم، وبشكل خاص في أوروبا.
ومثلما هو الحال مع الأزمات الاقتصادية طويلة الأجل، لم يكن هناك سبب واحد للكساد العظيم، بل ساهمت عدة أسباب في حدوثه، بما في ذلك انهيار سوق الأسهم عام 1929، الذي تسبب في حالة من الذعر، أدت إلى انخفاض حاد في الإنفاق الاستهلاكي والاستثمار، مما تسبب في انخفاض التصنيع، وزيادة معدل البطالة، وإفلاس العديد من البنوك.
ويبقى السؤال الذي يطرحه كثيرون حول ما إذا كان العالم مقبلاً على مرحلة كساد أخرى، خاصة بعد جائحة كورونا، والغزو الروسي لأوكرانيا، وما نتج عنه من زيادة كبيرة في الأسعار، وتعطيل سلاسل الإمداد في العالم كله.
لأن الجهل يعطي ثقة .. متى يكون الحدس مفيدًا ومتى يؤدي لخسارة المستثمر في سوق الأسهم
في عام 1995 قام مكارثر ويلر بسرقة بنك أمريكي في وضح النهار، ودخل دون أن يكون متنكرًا أو يخفي وجهه بارتداء قناع، وبعد أن قام بسرقة البنك بساعات اقتحمت الشرطة منزله لتجده لم يغادره أي لم يهرب وكانت المسروقات بجواره ويبدو مسترخيًا تمامًا.
وكان ويلر يعتقد أن عصير الليمون الذي طلى به وجهه سيجعله غير مرئي بالنسبة لكاميرات المراقبة وأنه سيتحول إلى الرجل الخفي بالنسبة إليها، وكان يعتقد أن وجود آلاف يشبهونه من الأمريكيين سيجعل من العصي على الشرطة الوصول إليه، بناء على الوصف فقط وليس الصور، بما سيجعله يفلت بفعلته في نهاية الأمر.
الرجل الخفي
وبنى ويلر اعتقاده بتحوله لـرجل خفي باستخدام عصير الليمون، أن الأخير كان يستخدم قديمًا في صناعة الحبر السري أو الخفي، ولكن ببساطة لم يدرك ويلر أن ذلك لا يجعله خفيًا أيضًا، على الرغم من أنه –بمزجه بعناصر أخرى – يمكن استخدامه في الكتابة بالحبر السري.
وفي عام 1999 قرر العالمان في مجال علم النفس، ديفيد دانينج وجاستين كروجر، دراسة حالة ويلر، وتوصلا لأن تصرفات ويلر ترجع لتأثير أطلقا عليه اسميهما تأثير دانينج كروجر، ويعني أنه في كثير من الأحيان فإن الجهل يعطي ثقة، وتكون غير مبررة بالطبع، مضيفين أن هذا الأمر يحدث بسبب ميل الناس الفطري إلى المبالغة في قدراتهم والتقليل من قدرات الآخرين.
ومن الأمثلة الصارخة على ذلك دراسة تم إجراؤها على جامعة نبراسكا وأظهرت أن 68% من طاقم التدريس في الجامعة يرون أنفسهم من أفضل 25% من العاملين بها، و90% من طاقم التدريس يرون أنفسهم فوق المتوسط بالطبع.
وفي دراسة أخرى أجريت على مهندسي البرمجيات الأمريكيين قال 42% من المستطلعة آراؤهم إنهم ينتمون إلى أفضل 5% يعملون في هذا المجال.
وهل هناك ما هو أوضح من أن 23% من الذين أشهروا إفلاسهم من الأمريكيين يرون أنهم يتقنون المهارات المالية والاقتصادية إلى أعلى درجة!
خسارة أكبر ومكسب أقل للمبتدئين
أما في سوق الأسهم فيؤدي دخول البعض إلى السوق بلا معرفة جيدة به وبالاقتصاد وكيفية قراءة القوائم المالية والأحوال الاقتصادية إلى إلحاق الضرر بأموالهم من جهة، وبالسوق ككل من جهة أخرى، والأمثلة على ذلك متعددة.
وتشير دراسة لمجموعة دالبار الأمريكية المتخصصة في الاستشارات المالية والاقتصادية إلى أنه عادة ما يخسر المستثمر العادي أكثر في السوق الخاسر، ويربح أقل في السوق الصاعد، والمثال على ذلك أن مؤشر ستاندرد أند بورز الأمريكي انخفض 4.38% في عام 2018، بينما خسر المستثمرون العاديون 9.42% من أموالهم في البورصة خلال العام نفسه أي أكثر من ضعف خسائر المؤشر الرئيسي.
وفي المقابل فإنه عندما يصعد السوق لا يحصل المتداولون المبتدئون إلا على 40% فقط من الأرباح التي يحصل عليها السوق، فعندما يرتفع السوق 5% في عام تزيد رؤوس أموال المستثمر العادي 2% فقط في العام نفسه.
وترجع دالبار ذلك إلى اختلاف عقلية المستثمر الحقيقي عن عقلية المُراهن التي يتصرف وفقًا لها الكثير من المستثمرين الأقل خبرة، من خلال الاكتفاء بدراسة مؤشر أو مؤشرين أو حتى رؤية اتجاه السهم في الآونة الأخيرة واتخاذ قرارات الشراء من عدمه بناءً على تلك المؤشرات فحسب.
وبناء على ذلك يخسر كثيرون مع التقلبات التي لا يحسبون حسابها ويكسبون مع السوق الصاعد ويخسرون مع السوق الهابط، ويفقد المستثمر العادي الفرص في السوق الهابط مثلا لأنه في واقع الأمر لا يمتلك الخبرة اللازمة لشراء السهم الذي يجب التعويل على ارتفاعه لاحقًا أو يفعل ذلك بناء على حدس غير مكتمل الأركان فيخسر أيضًا.
النجاح أسوأ مستشار
ويرى وارين بافيت، رئيس مجلس إدارة بيركشاير هاثاواي، أنه كثيرًا ما يكون النجاح أسوأ مستشار، وذلك من خلال ربط مستثمر ناشئ للنجاح بقطاع معين أو سهم بعينه، والأمر أعقد من ذلك كثيرًا، أما الفشل فيقوده –غالبًا- لتحليل أشد عمقًا قد يقوده لاكتساب خبرة حقيقية تعينه مستقبلًا، وإن كان البعض لا يفعلون ذلك مع الفشل أيضًا.
وعلى سبيل المثال ففي الولايات المتحدة أدى دخول كثيرين في بداية الوباء لأسواق المال مع اضطرارهم إلى الجلوس في المنزل والبحث عن وسائل لاستثمار الأموال وتنمية الأصول –وربما تمضية الوقت أيضًا- إلى سوق صاعد بالنسبة لـ96% من الأسهم خلال عام 2020 في ظاهرة لم تحدث قط في تاريخ الأسهم الأمريكية.
فمع دخول الكثير من المبتدئين إلى السوق وضخ أموال جديدة وكثيرة وغير مخططة به بدا واضحًا أن الاتجاه الصاعد هو الغالب نظرًا للطلب الجديد المفاجئ والمتصاعد، حتى أن 50% من الوسطاء في السوق الأمريكي ظهروا خلال آخر 5 أعوام و30% خلال آخر عامين بما يعكس تهافتًا سريعًا من المشترين والوسطاء.
ولذلك بدا السوق داعمًا للجهل بمعنى أن السوق لم يكن ينمو لأنه يجب أن ينمو بفعل الحقائق أو لأن الموقف الاقتصادي والتجاري كان يقود لهذا الاتجاه ولكن لأن اتجاهًا كاسحًا من الجهل كان يتحرك في اتجاه معين وبالتالي تحرك السوق برمته نحوه.
وسائل التواصل تدعم تأثير دانينج كروجر
وتشير دراسة لجامعة ستانفورد إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي مددت تأثير دانينج كروجر بشدة، حيث أصبح منطق الصيحة (trend) ظاهرًا في الاستثمار أيضًا، وإذا كان 70-85% من الناس يستمدون معلوماتهم اليومية من وسائل التواصل حاليًا، فإن هذه النسبة لا تختلف كثيرًا في المستثمرين.
فمع زيادة المستثمرين الصغار سنًا، خاصة خلال عامي كورونا، تزايدت بشدة حالات الصعود السريع والهبوط السريع للأسهم، وذلك بسبب توصيات موقع ما ولعل هذا هو ما حدث بوضوح في حالة جيم ستوب الذي تضاعفت 1700% في شهر يناير 2021 بفعل توصيات موقع ريديت.
فبدون التوقعات على وسائل التواصل الاجتماعي باستمرار صعود السهم، والتأكيد المستمر على أنه مقدر بأقل من قيمته، وعمليات البيع على المكشوف بالطبع، لم يكن للسهم أن يبلغ المستويات التي بلغها، ولذلك تراجع بعد ذلك بشكل حاد واستمر في حالة من الصعود والهبوط وتعددت قيعان وقمم السهم خلال الفترة الماضية بشكل يجعله هدفاً للمضاربة وليس الاستثمار ويؤذي الشركة على المدى الطويل.
ولعل ما كشفه بنك مورجان ستانلي بداية مايو 2022 عن أن المستثمرين الأفراد فقدوا كل مكاسبهم خلال عامي الوباء، مع سحب كثيرين لأموالهم من السوق بعد عودة النشاط الاقتصادي الطبيعي يؤكد أيضًا معاناة الكثيرين من تأثير دانينج كروجر.
مراحل التعلم
ولحل هذا الأمر وعدم خلط المعرفة بالجهل يجب على المستثمر إدراك أن مراحل التعلم أربع:
المرحلة |
الوصف |
النسبة |
معرفة قليلة أو منعدمة |
لا يعرف الشخص هنا ما ينبغي عليه معرفته ولا يعرف ماذا يعرف وماذا يجهل تحديدًا |
70 % |
معرفة أكبر مع خبرة محدودة |
في هذه المرحلة يعرف المستثمر ما يجهله ويبدأ في السعي لتعلمه |
15 % |
معرفة وخبرة تؤديان لظهور المهارات المحددة |
في هذه المرحلة يكون المستثمر واعيًا تمامًا بنقاط قوته وضعفه ويستغل الأولى ويتجنب الثانية |
10 % |
تشكيل الحدس السليم |
وهنا يبدأ التعلم في التوغل في لاوعي المستثمر بحيث يدرك بعض الحقائق دون الحاجة لتحليلها كما اعتاد قبل ذلك بسبب تغلغل المعرفة في لاوعيه |
5 % |
والشاهد أن كثيرين يسعون للقفز بين مرحلة وأخرى، فيقرر الاعتماد على الحدس بينما هو مازال في مراحل التعلم المبكر وغالبًا ما يكون كثيرون ساعين للانتقال من الخانة الأولى إلى الأخيرة مباشرة، بما يجعل الأمر اعتمد على الحظ وليس الحدس.
ولذا يجب الاعتماد على التطور التدريجي فلا يوجد طفل يولد فيجري مباشرة بل يحبو فترة ثم يحاول المشي ثم الجري، وفي كل مرحلة يتعثر ويتعلم، ويستفيد من توجيهات غيره، فبإدراك هذه الحتمية فقط يتجنب المستثمر تأثير دانينج كروجر ويصبح من القلة المتمكنة.
هل التسوق عبر الإنترنت أرخص فعلاً
دائماً ما يُنصح المتسوقون بشراء ما يحتاجون إليه عبر الإنترنت من أجل توفير الأموال، باعتبار أن التسوق الإلكتروني أرخص من التسوق الفعلي خاصة في حالة العروض والخصومات، لكن ما الذي يجعل التسوق عبر الإنترنت أرخص.
يرجع ذلك بشكل أساسي إلى أن التجارة الإلكترونية تعفي البائعين من الكثير من التكاليف التي يتحملها تجار التجزئة الذين يبيعون سلعهم في المتاجر الفعلية، بما في ذلك تكاليف الإيجار، والكهرباء، والرواتب، فتجار التجزئة في المتاجر الفعلية لا يستطيعون تقديم نفس العروض التي تقدمها المتاجر الإلكترونية.
وقد بدأ العديد من تجار التجزئة في الاتجاه نحو المتاجر الإلكترونية، مما يمَكنهم من تلبية احتياجات المستهلكين بنفقات تشغيلية أقل.
مزايا التسوق عبر الإنترنت
– يعد التسوق عبر الإنترنت وسيلة جيدة لشراء منتجات من مواسم سابقة.
– فوضع مثل هذه المنتجات في مستودع يمكن بائع التجزئة من عرضها للبيع لمدة أطول، على عكس المتاجر الفعلية التي تحتاج إلى وضع السلع حسب كل موسم.
– ويمثل ذلك أيضاً ميزة بالنسبة للعملاء الذين لا يحتاجون إلى شراء أحدث المنتجات، حيث يوفر لهم ذلك المزيد من الأموال.
– ومن ناحية أخرى يتم التواصل مع المتاجر الإلكترونية بسهولة وسرعة، من خلال الاعتماد على روبوتات الدردشة التي تجيب عن الأسئلة تلقائياً، أو من خلال موظفين مدربين وأكثر احترافاً عادة من أولئك الموجودين في المتاجر الفعلية.
– علاوة على ذلك تبيع العديد من المتاجر الإلكترونية السلع بدون ضريبة مبيعات، وتقدم ميزة الشحن المجاني، لتشجيع المتسوقين على الشراء عبر الإنترنت.
– هناك أيضاً مواقع متخصصة في مقارنة أسعار المنتجات عبر الإنترنت مثل موقع PriceGrabber، مما يمكن العملاء من مقارنة أسعار نفس المنتج في المتاجر الإلكترونية العديدة باستخدام موقع واحد.
– وتقدم المتاجر الإلكترونية أيضاً خصومات كبيرة في نهاية المواسم.
– فتقدم في شهري يناير وفبراير على سبيل المثال خصومات على ملابس الشتاء، وتتميز المتاجر الإلكترونية بشكل عام بتقديم عروض وخصومات أكبر مقارنة بالمتاجر الفعلية.
ميزة تنافسية
– يذهب المتسوقون عادة إلى المتاجر الفعلية، ويتمشون في ممراتها لرؤية السلع والتعرف على مزاياها وأسعارها.
– رغم ذلك فإن العديد من التطبيقات الآن تمكن المستخدمين من مقارنة أسعار ومزايا السلع ببعضها البعض، سواء في المتاجر الإلكترونية أو الفعلية.
– ورغم أن متجر مثل أمازون يعد من أكبر المنافسين لتجار التجزئة أصحاب المتاجر الفعلية، حيث يتيح الموقع آلاف المنتجات بأسعار متفاوتة، إلا أن بعض المتاجر بدأت تحسن خدماتها لتقوى على منافسة أمازون، بما في ذلك متجر وول مارت.
– ويمتلك وول مارت الآن مزايا مثل تطبيق على الهاتف المحمول، والذي يمكن المتسوقين في المتاجر الفعلية من مسح الباركود أو الرمز الشريطي الموجود على السلع، لقراءة آراء العملاء الآخرين بشأنها، ومعرفة أحدث الخصومات.
كيف يبقى المستهلكون آمنين عند التسوق عبر الإنترنت
– بشكل عام يعد التسوق عبر الإنترنت آمناً نسبياً، لكن هناك بعض الأشياء التي يمكن أن يقوم بها المستهلكون من أجل تسوق أكثر أماناً.
– يتضمن ذلك معرفة علامات التحذير من عمليات الاحتيال عبر الإنترنت، وتحديث أنظمة تشغيل أجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة باستمرار، والتسوق فقط من المواقع الموثوقة.
– هذا بالإضافة إلى عدم استخدام نفس كلمة السر في المواقع المختلفة، وعدم مشاركة معلومات بطاقات الائتمان أو غيرها من المعلومات الحساسة عبر شبكات الواي فاي العامة.
إذا هبطت الأسواق .. ما الذي يمكنك عمله لتفادي كبوتها
هل خضت غمار سوق هابطة من قبل بالتأكيد نعم، فأداء السوق لا يمضي على وتيرة واحدة خاصة في ظل تداخل العوامل المؤثرة عليه، بدءًا من مؤشرات الاقتصاد الكلي وأخبار الشركات إلى الظروف الجيوسياسية والأزمات الصحية، بل حتى العوامل النفسية للمستثمرين الأفراد.
لكن يتعين عليك ألا تجعل من الذعر المصاحب لتراجع السوق منهجًا، فمن المهم أن تُبقي على رباطة جأشك حين تجتاح الفوضى الأسواق. ليس هذا فحسب، بل إن ثمة استراتيجيات تقترحها بنوك الاستثمار ومراكز الأبحاث تساعدك على الاستعداد لتراجعات السوق، بل والاستفادة منها.
لسنا بصدد دورة تراجع لا نهائية
على رأس التوصيات التي تصدرها بنوك الاستثمار قاعدة ذهبية، وهي أن دورات الهبوط لن تستمر للأبد.
أجرى مركز شواب للأبحاث المالية تحليلًا للأسواق الصاعدة والهابطة التي سجلها المؤشر إس أند بي 500 منذ أواخر الستينيات، وخلُص إلى أن صعود السوق يستمر في المتوسط لنحو ست سنوات، مما يُفضي إلى متوسط عائد تراكمي يزيد على 200%. ذلك فيما تستمر السوق الهابطة في المتوسط 15 شهرًا، مما يقود إلى خسارة تراكمية تبلغ في المتوسط 38.4%.
وكانت أطول فترة نزول تزيد قليلاً عن عامين تلتها فترة صعود استمرت لنحو خمس سنوات. وكانت السوق الهابطة الأقل زمنا هي تلك التي شهدتها الأسواق بفعل جائحة كورونا في أوائل 2020 والتي استمرت لنحو 33 يومًا.
يعني ذلك أنه إذا وجدت نفسك في مواجهة سوق هابطة مستمرة للعام الثاني مثلًا، تذكر أنها لن تستمر للأبد وكذلك السوق الصاعدة. وتاريخياً، فإن التحرك الصعودي للأسواق هو الأكثر استمرارا مقارنة مع التراجع طويل الأمد.
التنويع كلمة السر
حافظ على تنوع محفظتك: التنوع عنصر أساسي في الاستثمار، وإذا ما جرى تصميمه على نحو جيد فإنه يساهم في التحوط من الخسائر.. ففي ظل تغيرات السوق، ربما تكون محفظتك الاستثمارية في حاجة أيضًا إلى أن تتطور لكي تتواءم مع هذه التغييرات. ولذلك تشكل أوقات التقلب فرصة كبيرة لإعادة التقييم وربما لإعادة موازنة مزيج الأصول الذي تقتنيه.
في كل سوق هابطة ثمة قطاعات بعينها من الأسواق تتأثر أكثر من غيرها. ولأنه من الصعب للغاية التنبؤ بذلك قبل حدوث الأزمة، فإن تبنّي تدابير وقائية عبر تنويع محفظتك بسوق الأسهم، وكذلك عبر فئات الأصول ربما يبدو الحل المثالي. من بين ذلك تحديد الأصول التي ترغب في أن تخصصها لتمويل أهدافك في الأجلين المتوسط والطويل.
الأصول الطويلة الأجل أيضًا يجب أن تُقسم بين مجموعة واسعة من أسهم الشركات المحلية الكبيرة والصغيرة، والأسهم سريعة النمو وتلك ذات التوزيعات النقدية، فضلا عن الأسهم العالمية، وصناديق الاستثمار العقاري والسلع الأولية. يمنحك ذلك المزيج انكشافًا على فئات للأصول تميل للتحرك في أوقات مختلفة وبوتيرة متباينة.
فثمة اتفاق مثلًا على أن الدافع الرئيسي لتوصية المستشارين الماليين بأن يبقي مستثمرو الأمد الطويل على القدر الأكبر من المال في محفظة استثمارية متنوعة مع تخصيص قدر كبير للأسهم يرجع إلى أن التقلب والمخاطر قصيرة الأمد تتيح عوائد أعلى بمرور الوقت. لكن يجب عليك أن تحدد المخصصات المثلى بناءً على الإطار الزمني لاستثمارك ومدى قدرتك على تحمل المخاطرة.
يقول أنتوني ميزسالما المخطط المالي المعتمد لدى ميزسالما أدفيسورز: حتى كبرى الشركات ليس بمقدورها أن ترتب جدولًا زمنيًّا للسوق في الأمد القصير… الوسيلة الوحيدة لتفادي هذا أن يكون لديك خطة وأن تكون على ثقة من أن الأموال التي تخوض بها المخاطرة هي استثمار طويل الأمد.
إن تحديد مخصصات بعينها لفئات الأصول (وتحديد الظروف التي تبرر قيامك بتغييرها) يسمح لك بتجنب اتخاذ قرارات مدفوعة بالانفعال بشأن الاستثمارات حين يضرب التقلب السوق. كلما طال أمد استثمارك في السوق، بات أمامك المزيد من الوقت لكي تتعزز مكاسبك الاستثمارية، مما يجنبك تأثير التحركات اليومية للسوق.
واصل الاستثمار في الأوقات الطيبة والسيئة: اقتطاع جزء من راتبك الشهري من أجل الاستثمار أو إيداع المال في حساب تقاعد كل شهر أمر جيد، على الرغم من أن تلك الاستراتيجية لا تضمن تحقيق أرباح أو التحوط من الخسائر، فإنها وسيلة للاستفادة من تراجع السوق، تطلع إليها كفرصة للاستثمار في الشركات الجيدة في أوقات تنخفض فيها أسعار أسهمها عبر الصناديق المشتركة.
مؤامة أموالك مع أهدافك: يجب أن تضع خطتك الاستثمارية في الاعتبار ما تقوم بالادخار من أجله، سواء كنت تسعى لتأمين نفقاتك في الأمد القصير أو تسعى لتحقيق أهداف مالية مستقبلية مثل تدبير معاش للتقاعد أو سداد الرسوم الدراسية لأبنائك الصغار.
عليك أن تصمم محفظتك لكي تتلاءم مع تلك الأهداف. فالأموال التي ستكون بحاجة إليها في الأمد القصير أو التي لا يمكنك تحمل خسارتها، كأقساط مسكنك، أو نفقات تجديد سيارتك أو ربما حتى الإنفاق على الزواج من الأفضل أن تستثمرها في أصول مستقرة نسبيا، مثل صناديق أسواق النقد، وشهادات الادخار وأذون وسندات الخزانة.
أما الأهداف التي تحتاج إلى تمويل خلال إطار زمني يتراوح بين ثلاث وخمس سنوات، فإن عليك أن تخصص لها مزيجا استثماريا من السندات المصنفة عند درجة جدير بالاستثمار، وأيضًا شهادات الادخار. أما الأموال التي لست في حاجة إليها خلال خمس سنوات أو أكثر، فبمقدورك استثمارها في الأصول القابلة للنمو مثل الأسهم وهي فئة أكثر تقلبًا.
ومن بين النصائح الذهبية التي يوصي بها خبراء أسواق المال في أوقات التراجع أن تقوم بتسييل الأموال التي تحتاجها في الأمد القصير من محفظتك.
تقول نانسي هيتريك المؤسسة والرئيسة التنفيذية لـسمارتر فايننشال سولوشنز: إذا كنت متقاعدًا أو تقترب من سن التقاعد، وكنت تخطط لأن تسحب من محفظتك نفقاتك اليومية، عليك أن تبحث سحب ما يعادل نفقات عامين من سوق الأسهم، فإذا بت مدركًا أن احتياجاتك المالية متوفرة نقدًا، يمكنك أن تطمئن إلى أن محفظتك تؤدي وظيفتها، وأنه أصبح بإمكانك تخطِّي أي ركود محتمل.
تأهب لتعافي السوق واقتناص الفرص: يقول مارك ريبي المدير الإداري لمركز شواب للبحوث المالية إنه من السهل أن تقول إن القلق لا يراودك بشأن المخاطر حين تكون الأسواق عند أعلى مستوياتها على الإطلاق… في حين أن أفضل مؤشر هو كيف تتصرف في أوقات التراجع.
باع الكثير من المستثمرين في السوق الأمريكي أسهمهم حين ارتطمت السوق بالقاع في مارس 2009، محولين بذلك خسائرهم الورقية المؤقتة إلى ضرر فادح لثرواتهم. وبلغت قيمة التدفقات النازحة من الصناديق المشتركة في ذلك الشهر قرابة 21.6 مليار دولار، لكن المستثمرين الذين أخفقوا في العودة إلى السوق في الوقت المناسب فوتوا بداية إحدى أقوى دورات صعود السوق في التاريخ.
بشكل عام، فإن تقلب السوق يمكن أن يكون أمرًا جيدًا للمستثمرين في الأمد الطويل، ممن يقومون بشكل منتظم بتعزيز حساباتهم الاستثمارية بمرور الوقت، إذ إن ذلك يسمح لهم بالتحوط في مواجهة المخاطر عبر شراء الأسهم عند مستويات سعرية مرتفعة وأيضًا متدنية، مما يمنحهم عوائد جيدة.
لكن الأمر قد يتحول إلى كابوس بالنسبة للمستثمرين خاصة من جيل من الشباب الذين لم يمروا من قبل بتجربة هبوط السوق، وكذلك بالنسبة لمستثمر في سن التقاعد لا يملك مستشارًا ماليًا يذكره بأنه خلال دورة الصعود لابد من وقوع تصحيح.
استعن بمستشارك المالي: المنطق هنا بسيط هل تعاني من السعال اذهب للطبيب. محرك سيارتك به مشكلة اعرضها على ميكانيكي.
إذا أورثك تقلب الأسواق شعورا بالقلق، فلا تتردد في الحديث إلى محترفي إدارة المحافظ، أو المستشارين الماليين أو مختصي شركة الوساطة المالية التي تتعاون معها لمناقشة الإطار الزمني لاستثماراتك، وأهدافك واستراتيجيتك وللتأكد من أنك على المسار المطلوب.
كن على وعي بخطتك للاستثمار: فالتراجع المفاجئ للسوق قد يكون له تداعيات مختلفة التأثير بالنسبة لشخص بدأ مسارة الوظيفي للتو، مقارنةً مع آخر يقترب من سن التقاعد. المهم هو أن تدرك موقفك وتكون على وعي بخطتك المالية.
فربما تتسبب الخسائر القصيرة الأمد في إثارة القلق، لكن السماح للعواطف أن تقودك ربما يكون باهظ الثمن. وأحد العوامل الرئيسية في مواجهة تقلب السوق هو التركيز على النتائج الطويلة الأمد، عوضًا عن التقلبات اليومية. صحيح أن التزام مسار محدد ربما يكون أمرًا شديد الصعوبة، لكنه قد يخلق فرصًا في الوقت ذاته.
فيما يخص الاستثمار الطويل الأجل، ذكر نفسك بما تدخر من أجله. فإذا كنت تدخر المال من أجل تقاعدك الذي ما زال يبعد عشرات السنوات، أو من أجل سداد نفقات الجامعة لأبنائك الصغار، فإن أمامك الكثير من الوقت لكي تتعافى محفظتك الاستثمارية من أي تراجعات أو حتى عمليات تصحيح.
النقد يجب أن يحتل حيزًا في محفظتك: النقد من فئات الأصول الأقل عائدا، لكن لا تدع ذلك يلهيك عن قدراته في الأمد الطويل كعنصر أساسي للتنويع في محفظتك. للنقد ارتباط شديد الضعف ببقية فئات الأصول، لذا فبمقدوره أن يقدم لك الحماية في مواجهة تقلب الأسواق. من مميزات النقد الأخرى أن الاحتياطيات النقدية ذات فائدة في وقت هبوط الأسواق.
حين يكون لديك المال فبإمكانك الشراء حين تكون الأسعار عند مستويات متدنية شديدة الجاذبية، دون أن يتعين عليك بيع أوراق مالية خاسرة، إذا كانت أيضًا عند مستوى منخفض. لذا يمكن للنقد أن يوفر بعض الاستقرار لمحفظتك فهو يتسم بعدم الارتباط بالفئات الأخرى، وبندرة التقلب والمرونة.
تأكد من أن توقعاتك واقعية: حتى في ظل السوق الهابطة التي شهدها العالم في بداية جائحة كورونا، سجل المستثمرون عوائد قياسية في السنوات الأخيرة. فالمؤشر إس أند بي 500 مرتفع نحو 60 بالمئة على مدى السنوات الثلاث الفائتة.
فالعوائد السنوية كانت تحوم بالقرب من عشرة بالمئة في ذلك الوقت، في حين أن دورة هبوط الأسواق (بتراجعات تبلغ 20 بالمئة أو نحو ذلك) تحدث مرة كل عامين أو ثلاثة أعوام. ويعني هذا أن توقعك لأن تواصل استثماراتك تحقيق أداء جيد، مثلما فعلت على مدى السنوات الثلاث الفائتة غير واقعي.
ثق بأن الموارد التي تحوزها تعاونك على تجاوز الأزمة: يقول مارك ريبي من مركز شواب للبحوث المالية، إن البعض ينتابهم الهلع لأنهم لا يعرفون ما إذا كان لديهم المال اللازم لتلبية احتياجاتهم في الأمد القصير وبالتالي، لن يتعين عليك أن تواجه هذا السؤال خلال الأزمة، لأنه يجب عليك أن تكون على علم بالإجابة مسبقًا.
يقول مارك إذا كنت متقاعدًا، فإن إدراكك أن لديك ما يكفيك من نفقات لمدة 12 شهرًا قادمة في حسابك البنكي مثلاً تستطيع استردادها حين تحتاج إلى المال يمكن أن يساهم في أن تنعم بالهدوء خلال الأزمة.
ربما تعاني من قلق إزاء تغير عوائد الاستثمار، لكن إذا لم تكن استثماراتك مهيكلة بطريقة تمكنها من التعامل مع انخفاض حاد، فإنه سيتعين عليك إجراء تغييرات مؤلمة على نمط معيشتك حين تقع الأزمة.
ريال مدريد يصبح أول نادٍ لكرة القدم تتجاوز إيراداته السنوية مليار يورو
أصبح ريال مدريد أول نادٍ لكرة القدم على مستوى العالم تتجاوز إيراداته السنوية مستوى مليار يورو، بفضل نمو إيرادات كافة أعماله في موسم 2023-2024، والتأثير الإيجابي لأعمال تطوير الاستاد الخاص به على العمليات التجارية.
وقال النادي الإسباني في تقرير نتائج أعماله الذي صدر أمس الثلاثاء، إن إيرادات موسم 2023-2024 باستثناء صفقات انتقال اللاعبين بلغت 1.073 مليار يورو (1.16 مليار دولار)، بزيادة سنوية بلغت 27%.
وزادت أرباح النادي بعد حساب الضرائب بنسبة 32% إلى 16 مليون يورو من 12 مليون يورو في الموسم السابق، حيث حافظ ريال مدريد على تحقيق أرباح سنوية باستمرار منذ مطلع الألفية الجديدة.
وبلغ صافي السيولة النقدية للنادي 82 مليون يورو بنهاية يونيو 2024، انخفاضاً من 128.2 مليون يورو نهاية الموسم السابق، وارتفع صافي الديون إلى 8.5 مليون يورو من سالب 46.8 مليون يورو.
وأوضح مجلس الإدارة في التقرير أن أعمال تجديد الاستاد ساهمت في زيادة السعة الجماهيرية، وتحسين الأعمال التجارية على مدار العام المالي الماضي، رغم عدم الانتهاء منها بشكل كامل.
أكاذيب تُقال لرواد الأعمال الطموحين
من الطبيعي أن يتلقى رائد الأعمال في بداية دخوله المجال الكثير من النصائح، وفي حين يكون بعضها مفيداً ومن واقع التجربة، يكون البعض الآخر رأياً شخصياً أكثر منه حقائق مبنية على التجربة، ولا يكتشف رائد الأعمال عدم صحتها إلا حين يطبقها.
ونظراً لأن كل رواد الأعمال يهمهم تجنب الخسائر وإهدار الوقت، فمن المهم أن يطوروا القدرة على التمييز بين الحقيقة والرأي الشخصي، وفي هذا السياق نستعرض خمس أكاذيب يُمكن أن تُقال لرواد الأعمال، حتى يتمكنوا من تفاديها.
5 أكاذيب تُقال لرواد الأعمال الطموحين |
|
الأكذوبة |
الشرح |
1- يجب أن تفهم في البرمجة حتى تؤسس شركة ناشئة |
– في الحقيقة لا يفهم عدد كبير من مؤسسي الشركات الناشئة الأمور المتعلقة بالبرمجة، ولا يحتاج رواد الأعمال إلى ذلك من أجل إنشاء شركة ناجحة، ورغم ذلك قد يكون من المفيد بالنسبة لرواد الأعمال الذين يؤسسون شركات تعتمد على التكنولوجيا، أن يعرفوا أساسيات البرمجة، حتى يكونوا قادرين على التواصل مع مطور البرامج، فالأمر أشبه بالسفر لدولة أخرى، وتعلم القليل من لغتها حتى يمكن التواصل مع سكانها حول أبسط الأمور، مثل الشراء وغير ذلك. – من المهم أن يعرف رواد الأعمال أن تعلم البرمجة ليس صعباً، فهي مهارة يمكن تعلمها مثل أي مهارة أخرى، بالإضافة إلى أن تعلمها سيكون مفيداً بالنسبة للشركات التي تعتمد بشكل كبير على البرامج، أما الشركات التي يحتاج عملها إلى قدر بسيط من التقنيات، فلا يجب أن يهدر رائد الأعمال وقته في تعلم البرمجة، فمن الممكن توظيف مطور برامج للقيام بهذه المهمة.
|
2- يجب أن تتخرج في كلية نخبة لتؤسس شركة ناجحة |
– في الحقيقة أن معظم المديرين التنفيذيين ومؤسسي الشركات الناجحة لم يحصلوا على شهادة جامعية من كليات النخبة، بل أن العديد من رواد الأعمال الناجحين لم يكملوا دراستهم الجامعية على الإطلاق، بما في ذلك ستيف جوبز، كما لم يلتحق الملياردير ريتشارد برانسون بالجامعة من الأساس، ففي الواقع يمكن لأي شخص أن يؤسس شركة ناشئة بغض النظر عن شهادته الجامعية، أو نوع الكلية التي التحق بها.
|
3- يجب عليك اتباع القواعد |
– اتباع القواعد قد يجعل رواد الأعمال آمنين، لكنه لن يجعلهم أثرياء، وفي الواقع لا يأبه رواد الأعمال الناجحون بالقواعد، فهم يضعون قواعدهم الخاصة. – على سبيل المثال يُقال لرواد الأعمال إنهم يحتاجون إلى العمل لدى شخص آخر حتى يكتسبوا خبرة قبل بدء عملهم الخاص، إلا أن الأبحاث تشير إلى أن خبرة العمل السابقة قد تساعد في تكوين شبكة علاقات، لكنها لا تؤدي بالضرورة إلى تأسيس شركة ناشئة ناجحة.
|
4- يجب عليك تأسيس نوع معين من الشركات الناشئة |
– يعتبر العديد من الأشخاص أن تأسيس الشركات الناشئة يكون في مجالات معينة دون غيرها، معتقدين على سبيل المثال أنه يمكن اعتبار شركة تكنولوجية شركة ناشئة، لكن لا يمكن اعتبار شركة تعمل في مجال مستحضرات التجميل شركة ناشئة، والحقيقة أن أي فكرة يمكن أن تتحول لشركة ناشئة، بما في ذلك العمل في تصنيع الأعواد القطنية.
|
5- يجب أن تحمي فكرتك من السرقة |
– الطريقة الوحيدة لكي يحمي رائد الأعمال فكرته من السرقة لا تكمن في إخفائها، بل في تنفيذها، فلا فائدة من مجرد تدوينها والاكتفاء بالتفكير بها، ورغم أن بناء أي مشروع تجاري ينطوي على مخاطر، لكن يجب أن يكون رائد الأعمال شجاعاً بما يكفي لينفذ فكرته. – من الممكن أن يجد رائد الأعمال الكثير من الأشخاص يخبرونه بأنه يجب أن يحصل على براءة اختراع لفكرته، لكن ما إذا لم تكن فكرته علاجاً مبتكراً لمرض خطير أو تقنية مبتكرة، فإن الحصول على براءة اختراع يعد إهداراً للكثير من الأموال، التي يمكن استخدامها في بدء المشروع التجاري.
|
طرق تساعد المستثمر على زيادة ثقته بنفسه
وسط تقلبات السوق، وارتفاع وانخفاض أسعار الأسهم بين لحظة وأخرى تأثراً بالأحداث التي يشهدها العالم، من السهل أن يتخذ المستثمرون قرارات متسرعة بسبب حالة الذعر وعدم اليقين، مما قد يتسبب في خسارتهم.
وكلما كان المستثمر أكثر ثقة بنفسه، قلت احتمالية اتخاذه قرارات عاطفية عند حدوث تقلب في الأسواق.
4 طرق تساعد المستثمر على زيادة ثقته بنفسه |
|
الطريقة |
الشرح |
1- إدراك أن تقلبات السوق أمر طبيعي |
– من المهم أن يدرك المستثمرون أن انهيار سوق الأسهم ليس بالشيء الجديد، فقد شهد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 26 سوقاً هابطة منذ عام 1928، لكنه تمكن من التعافي في كل مرة. – من المهم أن يتذكر المستثمر أيضاً أن ليس جميع حالات انهيار الأسواق طويلة الأجل، فعلى سبيل المثال تراجعت أسعار الكثير من الأسهم مع تفشي جائحة كورونا، وبدت الأوضاع سيئة جداً حينها، لكن بعد ذلك استعادت الأسهم قيمتها بالكامل.
|
2- وضع استراتيجية بناءً على الأهداف المرجوة |
– يساعد وجود خطة استثمار على بناء محفظة استثمارية ناجحة، لذلك من المهم أن يحدد المستثمر الأهداف التي يريد تحقيقها، ومدى المخاطر التي يمكنه تحملها. – وبناءً على ذلك يقرر المستثمر الطريقة التي يستثمر بها، وما إذا كان سيشتري أسهمًا فردية أم يستثمر في صناديق الاستثمار المتداولة لتنويع محفظته، فوجود استراتيجية يمنح المستثمر الثقة اللازمة للنجاح في الاستثمار.
|
3- فهم قواعد تخصيص الأصول |
– كقاعدة عامة، كلما اقترب المستثمر من وقت التقاعد، عليه اتخاذ مخاطر أقل، وليس هناك قواعد محددة في هذا الصدد، لكن بشكل عام إذا كان المستثمر على وشك التقاعد فمن الممكن أن يخصص 40% إلى 60% من أصوله في الأسهم، ويخصص الباقي في السندات. – إما إذا كان المستثمر أصغر سناً، فعليه ألا يتردد في أن تكون المزيد من أصوله من الأسهم، فإذا كان المستثمر في الثلاثينيات من عمره، فقد يخصص 80% إلى 85% من أصوله في الأسهم، و20% أو أقل في السندات.
|
4- اتخاذ نهج طويل الأجل في الاستثمار |
– إذا كان هدف المستثمر تحقيق ربح سريع، فمن المحتمل أن يخسر أمواله في سوق الأسهم، والأفضل بدلاً من ذلك أن يقوم ببناء محفظة استثمارية مكونة من استثمارات عالية الجودة، ويحتفظ بها لفترة طويلة، إذ من المرجح أن ترتفع قيمة الأسهم على مر السنوات، وبذلك لن يكون المستثمر قلقاً أو منشغلاً طوال الوقت بتقلبات السوق.
|
كيف يكون التضخم خفياً في بعض الأحيان
يُعرف مصطلح التضخم الانكماشي أو التضخم بتصغير السلع Shrinkflation في الاقتصاد بأنه ممارسة تقوم خلالها الشركات بتقليل حجم أو كمية المنتج، مع إبقاء سعره كما هو أو زيادته قليلاً، ويتكون مصطلح Shrinkflation من كلمتين منفصلتين هما Shrink أي انكماش، وinflation أي تضخم، والتي تشير إلى ارتفاع الأسعار.
ويشير هذا المصطلح في بعض الأحيان إلى انخفاض جودة المنتج أو مكوناته، مع بقاء السعر كما هو، وقد ابتكرت هذا المصطلح الخبيرة الاقتصادية البريطانية بيبا مالمجرين عام 2009، وأصبحت هذه الظاهرة شائعة جداً في صناعة الأغذية والمشروبات.
ويعتبر الانكماش شكلاً من أشكال التضخم الخفي، إذ يقوم المنتجون بتقليل حجم المنتج مع الإبقاء على سعره كما هو، بدلاً من زيادة السعر، والذي سيلاحظه المستهلكون على الفور، في حين أنهم لا يلاحظون عادة الانخفاض الطفيف في الكمية أو الحجم.
أسباب الانكماش
1- ارتفاع تكاليف الإنتاج
– يعد ذلك هو السبب الرئيس للانكماش؛ إذ تؤدي زيادة أسعار المكونات أو المواد الخام أو الوقود، وزيادة أجور العمالة، إلى زيادة تكاليف الإنتاج، مما يؤدي إلى تقليل هوامش ربح المنتجين.
– ويساعد خفض وزن المنتجات أو حجمها أو كميتها مع إبقاء سعرها كما هو على تحسين هامش ربح المنتجين، ونظراً لأن المستهلكين لا يلاحظون هذا الانخفاض الطفيف، فلن يؤثر ذلك على حجم المبيعات.
2- المنافسة الشديدة في السوق
– قد تؤدي المنافسة الشرسة في السوق أيضاً إلى الانكماش، وتعتبر صناعة الأغذية والمشروبات صناعة تنافسية للغاية.
– فأمام المستهلكين الكثير من البدائل المتاحة، ومن ثم يبحث المنتجون عن خيارات تمكنهم من الحفاظ على عملائهم وهامش الربح في نفس الوقت.
أمثلة على الانكماش
– هناك العديد من الشركات الكبرى التي لجأت إلى هذه الاستراتيجية مع منتجاتها، ففي عام 2014 قللت شركة كوكا كولا حجم زجاجتها الكبيرة من لترين إلى 1.75 لتر.
– وفي عام 2010 خفضت مجموعة كرافت ألواح شوكولاتة توبليرون من 200 جرام إلى 170 جراماً.
– وفي الولايات المتحدة الأمريكية باتت العلبة الصغيرة من مناديل كلينكس تحتوي على 60 منديلاً، بعد أن كانت تحتوي على 65 منديلاً منذ بضعة أشهر.
– وفي المملكة المتحدة خفضت شركة نستله حجم علب نسكافيه أزيرا أمريكانو من 100 جرام إلى 90 جراماً.
– ورغم أن معظم الشركات تقوم بمثل هذه الممارسات بطريقة لا تجعل المستهلك يلاحظ التغييرات، إلا أن هناك شركات صريحة وواضحة بشأن ما تقوم به من تغييرات.
– ففي اليابان أعلنت شركة Calbee المصنعة للوجبات الخفيفة في شهر مايو عن خفض وزن العديد من منتجاتها بنسبة 10%، وزيادة أسعارها بنسبة 10%، وأرجعت سبب ذلك إلى الزيادة الكبيرة في تكاليف المواد الخام.
– كما أعلنت دومينوز بيتزا في يناير أنها ستخفض كمية أجنحة الدجاج المكونة من 10 قطع إلى ثماني قطع بنفس سعر العشر قطع، وأرجعت الشركة ذلك إلى ارتفاع تكلفة الدجاج.
لماذا يجب عليك تغيير نظرتك للفشل
تمتلئ مواقع التواصل الاجتماعي الآن بقصص نجاح، يكتبها أشخاص عن أنفسهم، أو يكتبها آخرون عنهم، والتي عادة ما تلقي الضوء على محطات النجاح في حياتهم دون ذكر العقبات والإخفاقات التي تعرضوا لها قبل الوصول لذلك.
والمشكلة في هذا الأمر أن حكي قصص النجاح بهذه الطريقة لا يعطي صورة دقيقة عن الصعوبات والجهود الكبيرة التي يتطلبها تحقيق النجاح، وإنما يجعل الأشخاص يعتقدون أن بإمكانهم أن يفعلوا نفس ما قام به الآخرون بدون أن يتعرضوا لأي صعوبات أو إخفاقات.
ومن المهم تصحيح هذه النظرة الخاطئة عن النجاح، إذ يجب أن يدرك الأشخاص أنهم في طريقهم نحو تحقيق الأحلام سيواجهون النجاح والفشل معاً، وربما يواجهون الفشل أكثر من النجاح.
أهمية الحديث عن تجارب الفشل السابقة
– عندما يدخل الأشخاص مجالاً جديداً سواء كان الكتابة أو الفن أو ريادة الأعمال، عادة ما تكون لديهم توقعات عالية، ناتجة عن رؤيتهم لأشخاص ناجحين في المجال، لهذا السبب من المهم مشاركة التوقعات الصحيحة المنطقية معهم.
– يكون الأشخاص المبتدئون أيضاً واثقين في أنفسهم كثيراً؛ نظراً لأنهم لم ينخرطوا في المجال، ولم يكتشفوا صعوباته بعد.
– لذلك من المهم التحدث معهم أولاً عما يجب أن يفعلوه عندما تسوء الأمور، بدلاً من التحدث معهم بشأن النجاح الذي تكون لديهم قناعة تامة بالفعل أنهم سيحققونه.
لا بأس في الفشل
– يعيش الأشخاص في مجتمعات تعظم من شأن النجاح وتقلل من قيمة الفشل، وتتعامل معه باعتباره وصمة عار.
– يبدأ هذا من المدرسة، والمقارنات التي تحدث فيها بين المستوى التعليمي للطلاب، ووصف أولئك الذين لا يحصلون على درجات عالية مثل زملائهم بالفاشلين.
– وعندما يكبر الأشخاص ويبدأون حياتهم العملية، يجدون نفس المفهوم سائداً على نطاق أوسع، فبعض الشركات تعاقب من يخفق من موظفيها في أي شيء بالطرد.
– لكن بغض النظر عن مدى انتشار هذا المفهوم، سيظل الفشل شيئاً إيجابياً، فمواجهة الصعوبات والفشل هو ما يعلم الأفراد كيف يحققون النجاح، وبدون التحديات لن يكون للنجاح معنى.
التصنيفات لا تهم
– قد يمتلك أحد الأشخاص إمكانات هائلة في مجال معين، لكنه لا يحظى بتقدير من المحيطين به، لأنهم لا يرون أهمية لقدراته في هذا المجال، وينتظرون منه أن يحقق نجاحاً في المجال الذي يعتبرونه أكثر أهمية.
– يحدث هذا عادة في المدارس، عندما يُظهر أحد الطلاب تفوقاً في مجال خارج الدراسة، وبدلاً من أن يجد الدعم فيما يحبه، يصفه من حوله بأنه فاشل، لأنه لا يحقق درجات عالية في المواد الدراسية.
– والحقيقة أن العديد من رجال الأعمال الناجحين للغاية حول العالم، لم يكملوا دراستهم، وبعضهم لم يكن متفوقاً في الدراسة.
– ومن ثم يجب على الأشخاص الذين لديهم شغف وإمكانات في مجال ما ألا يهتموا كثيراً بالتصنيفات التي يضعهم المجتمع في نطاقها، لمجرد أنهم يبدون مختلفين.
تجارب الفشل السابقة هي أساس النجاح
– من المستحيل أن ينجح رواد الأعمال في كل المشروعات التي ينفذونها، فأحياناً سيحالفهم النجاح، وأحياناً سيواجهون الفشل.
– المهم في هذا الأمر أن يقوم الأشخاص بتحليل البيانات بعد كل محاولة يقومون بها حتى يكتشفوا الأخطاء التي كانت سبباً في إخفاق محاولاتهم.
– وبهذا يمكنهم التعلم من أخطائهم، واتخاذ قرارات أفضل في المرة التالية، تزيد احتمالية نجاحهم.
– ولأن ريادة الأعمال تعتمد بشكل كبير على التجريب، فمن العادي أن يجرب رائد الأعمال شيئاً ما، وإذا لم ينجح يحاول أن ينفذه بطريقة مختلفة في المرة التالية، حتى يحصل على أفضل نتيجة، فالفشل هو ما يساعد على تحقيق النجاح في النهاية.
ما هو اقتصاد المعرفة
اقتصاد المعرفة هو نظام اقتصادي يعتمد فيه إنتاج السلع والخدمات بشكل أساسي على رأس المال الفكري؛ إذ يستفيد من الاكتشافات العلمية والأبحاث، ويمثل هذا النظام أهمية كبيرة في معظم الاقتصادات المتقدمة.
وفي حين تميل الدول النامية إلى التركيز على الزراعة والتصنيع، تركز الدول المتقدمة أكثر على الأنشطة الاقتصادية القائمة على المعرفة، مثل البحوث، والدعم التقني، والاستشارات.
ويمكن تعريف اقتصاد المعرفة باعتباره سوقًا لإنتاج وبيع الاكتشافات العلمية والهندسية، إذ يمكن تحويل المعرفة إلى سلع في شكل براءات اختراع أو غير ذلك من أشكال حماية الحقوق الفكرية، ويعد منتجو مثل هذه المعلومات مثل الخبراء العلميين، ومختبرات البحوث جزءاً من اقتصاد المعرفة.
وقد أصبح الاقتصاد العالمي أكثر اعتماداً على المعرفة بفضل العولمة، التي ساهمت في انتشار أفضل الممارسات الاقتصادية التي تطبقها كل دولة.
اقتصاد المعرفة ورأس المال البشري
– يعد رأس المال البشري أحد الأصول الأساسية لاقتصاد المعرفة، ويعتمد هذا المكون المهم لاقتصاد المعرفة بشكل كبير على الإمكانات الفكرية بدلاً من الموارد الطبيعية.
– في اقتصاد المعرفة تعمل المنتجات والخدمات القائمة على الخبرات الفكرية، على تطوير المجالات التقنية والعلمية، وتشجيع الابتكار في الاقتصاد ككل.
– ويعرف البنك الدولي اقتصاد المعرفة من خلال توافر أربع ركائز هي المؤسسات التي تقدم حوافز لريادة الأعمال، توافر العمالة الماهرة ونظام تعليمي جيد، إمكانية الوصول للبنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، بالإضافة إلى بيئة ابتكارية تشمل الأوساط الأكاديمية، والقطاع الخاص، والمجتمع المدني.
مثال على اقتصاد المعرفة
– المؤسسات الأكاديمية، والشركات المشاركة في البحوث والتطوير، والمبرمجون الذين يطورون برامج جديدة، والعاملون في مجال الصحة الذين يستخدمون البيانات لتحسين العلاجات، يعتبرون جميعاً مكونات أساسية في اقتصاد المعرفة.
– يقوم وسطاء اقتصاد المعرفة أولئك بنقل نتائج أبحاثهم إلى العاملين في المجالات التقليدية، مثل المزارعين الذين يستخدمون التطبيقات والحلول الرقمية لإدارة محاصيلهم بشكل أفضل، ومثل المدارس التي توفر أدوات تعلم رقمي.
– ونظراً لأن اقتصاد المعرفة لا يشتمل على فئة محددة بوضوح مثل التصنيع، يصعب معرفة قيمته، لكن من الممكن التوصل إلى قيمة تقريبية له من خلال قياس قيمة بعض مكوناته الأساسية.
– فعلى سبيل المثال تبلغ قيمة سوق الملكية الفكرية في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها 6.6 تريليون دولار.
– وتشمل أهم المهارات المطلوبة في اقتصاد المعرفة التعليم العالي والتدريب التقني، بالإضافة إلى مهارات التواصل والعمل الجماعي، لأن من الصعب أن يتمكن أي عامل من إنتاج تقنيات مبتكرة بمفرده.
– ووفقاً لمؤشر المعرفة العالمي تحتل سويسرا المرتبة الأولى في قائمة الدول التي لديها أكبر اقتصاد معرفي، تليها السويد والولايات المتحدة الأمريكية.
– ويصنف المؤشر الدول في هذا الإطار بناءً على عدة عوامل من بينها مستويات التعليم، الابتكار، تكنولوجيا الاتصالات، والتدريب التقني والمهني.
مراجعة كتاب وهم التحكم: لماذا تحدث الأزمات المالية
في حين يلعب التمويل دوراً أساسياً في ازدهار العالم الحديث، إلا أنه يجلب معه أيضاً مخاطر جسيمة، ورغم أن السلطات والاقتصاديين يحاولون إدارة المخاطر المالية باستخدام مجموعة كبيرة من الأدوات والتقنيات، إلا أن الخبير الاقتصادي الآيسلندي جون دانيلسون يرى أن العالم فشل في معالجة الخطر الأكبر الذي يتمثل في سلوكيات الأفراد أنفسهم.
ويكشف دانيلسون في كتابه الصادر مؤخراً وهم التحكم..لماذا تحدث الأزمات المالية، وما يمكننا و(ما لا يمكننا) فعله حيالها كيف تنشأ الأزمات المالية من داخل النظام المالي؛ نتيجة سلوكيات الأفراد، وأفكارهم، وأهدافهم، وقدراتهم، وتحيزاتهم.
– يرى دانيلسون أن الاعتقاد السائد بأن المخاطر تنبع من خارج النظام المالي تحد من القدرة على قياس هذه المخاطر وإدارتها.
– وأشار دانيلسون إلى أن اللوائح الجديدة قد تساعد في تقليل المخاطر على نطاق صغير، لكنها قد تشجع بشكل عكسي على الإفراط في المخاطرة.
– ويشير الكاتب إلى أن النمو الاقتصادي يتطلب أن تتقبل البنوك المخاطر المصاحبة لعملية الإقراض، لكن بالقدر المناسب، بحيث لا تتيح البنوك قروضاً قليلة للغاية لا يمكن للأشخاص الاستفادة منها، ولا قروضاً ضخمة تتسبب في أزمات مالية، مؤكداً أن المشكلة تكمن في صعوبة تحديد حجم ومقدار القروض التي لا تتسبب في حدوث أي أزمات.
– ويستفيض دانيلسون في شرح هذه النقطة، مطالباً المصرفيين بالمجازفة، لأن تقييد صلاحياتهم في نطاق منح القروض الآمنة فقط سيؤدي إلى خفض أرباحهم، وزيادة تكاليف الاقتراض بالنسبة لرواد الأعمال وملاك المنازل المحتملين.
– ويضيف دانيلسون أن ذلك سيجعل الأشخاص لا يدخرون، والشركات لا تقترض، ولن يتم بناء المصانع، مما يؤدي في النهاية إلى تباطؤ النمو الاقتصادي.
– وأوضح دانيلسون أهمية اتخاذ البنوك لمستوى مقبول من المخاطرة، وهو المستوى الذي يتيح الابتكار والتقدم، دون أن يؤدي إلى انهيار النظام المالي، لكن المشكلة تكمن في عدم معرفة ما هو هذا المستوى بالتحديد.
– وسرد دانيلسون الأسباب التي تصعب عملية التنبؤ بالأزمات المالية وتجنبها، ومن بينها أن مثل هذه الأزمات لا تحدث بشكل متكرر.
فمن الممكن أن تعاني دولة عضوة في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية من أزمة مالية مرة واحدة كل 43 عاماً، وهي فترة طويلة للغاية بالنسبة للذاكرة المؤسسية.
– ويضيف دانيلسون أن الدول تميل عادة إلى محاولة منع تكرار نفس الأزمات السابقة، بدلاً من التفكير بطريقة محايدة في علاج نقاط الضعف التي قد تظهر في المستقبل.
– كما يشير دانيلسون أيضاً إلى مشكلة محاولة الأشخاص الالتفاف على القوانين واللوائح التي تفرضها السلطات لتنظيم العمل.
– وفي النهاية يؤكد دانيلسون أهمية التنوع وإنشاء المزيد من البنوك الأصغر، خاصة تلك التي تعمل بشكل مختلف عن البنوك الكبيرة، حتى يكون هناك المزيد من اللاعبين في الساحة المالية، إلا أن تغيير الأوضاع الحالية الموجودة منذ سنوات طويلة سيتطلب تغييراً كبيراً في سلوكيات الأفراد الخطرة.
للمبتدئين .. ما هي السياسة النقدية
السياسة النقدية هي مجموعة من الأدوات التي يوفرها البنك المركزي للدولة، لتعزيز نموها الاقتصادي، من خلال التحكم في إجمالي المعروض النقدي المتاح لبنوك الدولة، والعملاء، والشركات.
ويحدد البنك المركزي نسبة الفائدة التي من المفترض أن تفرضها بنوك الدولة على الإقراض، فعندما يرفع سعر الفائدة أو يخفضها، تقوم جميع المؤسسات المالية بتعديل الأسعار التي تفرضها على جميع عملائها، سواء كانوا من الشركات الكبيرة التي تقترض الأموال لتنفيذ المشروعات الكبرى، أو كانوا من الأفراد العاديين الذين يحصلون على قروض لشراء العقارات.
وتهدف البنوك المركزية من وراء السياسة النقدية التأثير على عوامل الاقتصاد الكلي، بما في ذلك معدلات التضخم، ومعدل الاستهلاك، والنمو الاقتصادي، والسيولة الإجمالية.
وبالإضافة إلى تعديل سعر الفائدة، تستخدم البنوك المركزية عدة أدوات لضبط السياسة النقدية، بما في ذلك شراء أو بيع السندات الحكومية، وتنظيم أسعار صرف العملات الأجنبية، وتحديد مقدار الأموال التي يجب على البنوك الاحتفاظ بها كاحتياطي نقدي.
ويترقب الاقتصاديون والمحللون والمستثمرون قرارات لجنة السياسة النقدية، لما لها من تأثيرات طويلة الأجل على الاقتصاد الكلي، وعلى قطاعات وصناعات محددة.
عوامل مؤثرة على قرارات لجنة السياسة النقدية
– تتخذ لجنة السياسات النقدية قراراتها بناءً على عدة عوامل، بما فيها الناتج المحلي الإجمالي، ومعدل التضخم، ومعدلات النمو الخاصة بقطاع معين.
– تعتمد قراراتها أيضاً على التطورات الجيوسياسية، مثل حظر تصدير النفط، أو فرض أو زيادة الرسوم الجمركية، وغير ذلك من تطورات ذات تأثيرات طويلة الأجل.
– من الممكن أن يضع البنك المركزي أيضاً في اعتباره المخاوف التي تساور مجموعات تمثل قطاعات وصناعات محددة، ونتائج الاستطلاعات الصادرة عن المنظمات الخاصة، والبيانات الصادرة عن الوكالات الحكومية.
أنواع السياسات النقدية
يمكن تصنيف السياسات النقدية بشكل عام إلى نوعين هما:
– السياسة النقدية التوسعية
– عندما تواجه دولة ما معدل بطالة مرتفعًا بسبب الركود، يمكن للسلطة المالية أن تعتمد سياسة نقدية توسعية، بهدف زيادة النمو الاقتصادي، وتعزيز النشاط الاقتصادي.
– وتشمل القرارات المتعلقة بالسياسة النقدية التوسعية خفض أسعار الفائدة، من أجل تشجيع المستهلكين على إنفاق الأموال بدلاً من ادخارها.
– هذا بالإضافة إلى زيادة المعروض النقدي في السوق، لزيادة الاستثمارات والإنفاق الاستهلاكي.
– السياسة النقدية الانكماشية.
– تهدف السياسة النقدية الانكماشية إلى رفع أسعار الفائدة، من أجل إبطاء نمو المعروض النقدي، وخفض معدل التضخم.
– يمكن أن يتسبب ذلك في إبطاء النمو الاقتصادي، وزيادة معدل البطالة، لكن السلطة المالية تنظر إلى هذا الإجراء عادة على أنه ضروري لتهدئة الاقتصاد، وإبقاء الأسعار تحت السيطرة.
– وتتخذ البنوك المركزية قراراتها بشأن اعتماد السياسة النقدية التوسعية أو الانكماشية بناءً على الوضع الاقتصادي للدولة، بهدف الحفاظ على معدلات التضخم والبطالة عند حد معقول، والحفاظ على قيمة عملة الدولة.
امرأة زارت كل دول العالم .. وهذا ما قالته عن تجربتها
تعد الشخصية المؤثرة في مجال السفر جيسيكا نابونغو التي تحمل الجنسيتين الأوغندية والأمريكية، واحدة من بين عدد قليل من الأشخاص الذين زاروا كل دول العالم، إذ زارت نابونغو كل الدول الـ 195 المعترف بها من قبل الأمم المتحدة.
وفي سبيل تحقيق ذلك قامت نابونغو بأكثر من 450 رحلة جوية، وهي التجربة التي لم تكن سهلة، حيث إنها قامت في عام واحد فقط بأكثر من 170 رحلة جوية، وقالت نابونغو إنها كادت أن تتوقف عدة مرات عن إكمال هذه التجربة.
وقد نشرت نابونغو مؤخراً كتاباً بعنوان امسكني إن استطعت، تحكي فيه عن تجربتها في السفر من دولة لأخرى، لكنها تركز على 100 دولة من بين الـ 195 دولة التي زارتها، وعما تعلمته خلال ذلك، ونستعرض في هذا التقرير أبرز ما جاء في كتابها.
السفر لأماكن لا يذهب إليها أحد
– تشعر نابونغو بالمسؤولية للسفر إلى الوجهات التي لا تعد بالضرورة مناطق جذب سياحي شهيرة، مشيرة إلى أن ذلك أمر مهم بالنسبة إليها، حتى تحكي قصصاً عن الأماكن التي لا يسافر إليها معظم الأشخاص.
– وتشير نابونغو إلى أنها وجدت الكثير من الجمال في الكثير من الأماكن، التي ربما لا يتوقع الأشخاص أنها جميلة، بما في ذلك أفغانستان، وباكستان، وإيران.
– ورغم أن مواقع التواصل الاجتماعي كانت موجودة عندما بدأت نابونغو السفر على نطاق واسع، إلا أنها لم تكن مؤثرة مثلما هي اليوم.
– وتمتلك نابونغو مدونة ناجحة، ولديها أكثر من 200 ألف متابع على إنستجرام.
– وقد ذكرت أن ذلك منحها الكثير من المزايا، لكن في المقابل فرض عليها مسؤوليات، إذ يتطلب ذلك منها أن تكون واعية تماماً لتأثير كل محتوى تنشره عبر حساباتها.
تأثير الشخص المؤثر
– ترى نابونغو أن معظم الأشخاص يسافرون إلى نفس الوجهات، ويفعلون نفس الأشياء، مشيرة إلى أن ذلك أمر لا يثير اهتمامها.
– وتؤكد نابونغو أن هناك الكثير من الوجهات التي لا يعتقد الأشخاص أنها أماكن سياحية جيدة، مثل اليمن وأفغانستان، وجنوب السودان، إلا أنها قضت بها وقتاً رائعاً.
– وتأمل نابونغو أن تساعد حكايتها لتجربتها في مثل هذه الدول على خفض تحيز الأشخاص تجاهها.
– وتحكي نابونغو عن أنها مرت بلحظات صعبة خلال رحلاتها، جعلتها تتساءل ما إذا كانت ستذهب إلى سيشيل التي كانت الوجهة الأخيرة في قائمتها.
– لكن هدفها من الرحلة أصبح في ذلك الوقت أكبر بكثير من مجرد السفر إلى كل الدول، ففي تلك المرحلة أدركت نابونغو أنها تعرض أماكن ربما لم يفكر متابعوها في زيارتها على الإطلاق.
– وفي حين كادت أن تنهار خلال زيارتها إلى مالي، وهي دولة غير ساحلية في غرب إفريقيا، أقنعها بعض السكان المحليين بمواصلة السفر.
– إذ قال أحدهم لها هذا ليس من أجلك، بل من أجلنا، حيث أصبح لدى نابونغو جمهور كبير، فكانت تلك الكلمات بمثابة نقطة تحول بالنسبة إليها، وهي التي ساعدتها في الوصول إلى وجهتها الأخيرة.
– وتنصح نابونغو الآخرين الذين يريدون السفر إلى كل دول العالم، أن يسألوا أنفسهم قبل السفر عن سبب رغبتهم في القيام بهذا التحدي، لأن الإجابة عن هذا السؤال ستكون الدافع الذي سيساعدهم على الوصول إلى الوجهة الأخيرة في قائمتهم.
شبكة علاقات عالمية
– تحكي نابونغو في كتابها قصصاً مختلفة عن غرباء تعاملوا معها بلطف خلال رحلاتها، مثل تلك المرشدة السياحية التي قابلتها في الأردن، ومنحتها فستاناً تذكاراً لصداقتهما.
– وقد أعربت نابونغو عن سعادتها لأن لديها أصدقاء من جميع أنحاء العالم، مشيرة إلى أن الأشخاص يبدأون علاقتهم دائماً كغرباء، لكن إذا ما كانوا منفتحين، فبإمكانهم تكوين صداقات بسرعة.
– وقالت نابونغو إن المنزل بالنسبة لها لا يتعلق بالأشخاص، لذلك فهي تشعر بالارتباط الوثيق بالأشخاص عندما تسافر، فالأمر بالنسبة لها أشبه ببناء بيوت صغيرة في جميع أنحاء العالم.
– ورغم أن كتابة امسكني إن استطعت كانت تجربة صعبة بالنسبة لـنابونغو، إلا أنها تأمل أن يلهم الكتاب الآخرين ليكونوا أكثر لطفاً في التعامل مع بعضهم البعض.
– وأشارت الكاتبة إلى أنها لاحظت تغيراً في سلوك الأشخاص أثناء السفر بالتحديد بعد جائحة كورونا، حيث زادت المشاجرات على متن الطائرات.
– ورغم أن ذلك يجعل نابونغو تشعر بالإحباط، إلا أنها تأمل أن يكون كتابها ملهماً للأشخاص كي ينشروا اللطف في العالم.